«ضَعْ إيثاكا نُصْبَ عينيك دائماً/اجعل بلوغَها غايتك/لكن حذارِ أن تستعجلَ الرّحلة/ومن الأفضل أن تجعلها تدوم سنوات وسنوات/وأن ترسو في الجزيرة عندما تصبح هَرِماً/ غنياً بكل ما كسبته خلال رحلتك». بهذا المقطع من قصيدة «إيثاكا» للشاعر السكندري اليوناني قسطنطين كفافيس (1933-1863) استهلت «هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة» التعريف بالمشروع الفني الجديد «دروب الطوايا»، الذي يجوب عدداً من المواقع في أبوظبي العاصمة. ويخصّص برنامج «دروب الطوايا» ما يشبه المسار الذي تتناثر على جنباته الأنشطة الثقافية المختلفة. وعنوان مشروع «دروب الطوايا» مستوحى من تاريخ الإمارات المرتبط ارتباطاً وثيقاً بالماء والسفر ومسارات القوافل، والذي يشكل جزءاً لا يمكن تجاهله من تاريخ المنطقة. كلمة طَوِيَّة (ج. طوايا) كلمة عربية فصيحة بمعنى بئر الماء المبنية بالحجارة، وهي ظلت كعلامات ومرتكزات تحافظ على الدروب التاريخية كما كانت منذ القدم. ويحتل الشعر مكاناً مركزياً في برنامج «دروب الطوايا» فالإبداع الشعري هو من أقدم أنواع التعبير الفني المرتبط بالسفر والترحال. وقال الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان، رئيس هيئة أبوظبي: «تمثل فكرة «دروب الطوايا» فهماً مختلفاً للعناصر الفنية والتراثية في الثقافة المحلية الغنية بأساليب تعبير مميزة، فإعادة إحياء هذه العناصر بروح عصرية تعطي بعداً مختلفاً لما أبدعه الأجداد وهم يتعايشون مع الطبيعة ومكوناتها، ويعكس أيضاً تطلعنا في الهيئة إلى جعل الفنون لغة يومية في حياة الناس، حيث نعمل على الحفاظ على مكتسبات الماضي وإعادة تقديمها بروح متجددة». ويوفّر برنامج «دروب الطوايا» حافلات مخصصة على مسار محدد خلال فن أبوظبي، حيث ستتوقف الحافلة خلال رحلتها في أربع محطات مهمة تُعَدُّ من أهمّ معالم العاصمة الإماراتية هي: منارة السعديات، وميناء زايد، وشاطئ الكورنيش، ومنطقة المارينا. وستستضيف هذه المحطات سلسلة من الأنشطة والعروض الأدائية التي يقدمها جمع من الفنانين والشعراء وعدد من المؤسسات الثقافية». يتفاعل البرنامج مع التصميم الحضري للمدينة وخريطتها فيربط خط الحافلات بين مواقع لفضاءات فنية ومواقع تاريخية وأماكن عامة وتجمعات شبابية. ويستضيف كورنيش أبوظبي أمسية شعرية لعشرة شعراء إماراتيين على الشاطئ بالتعاون مع اتحاد الكتاب الإماراتيين.