سقط قتيل واحد على الأقل وجُرح عشرات في اشتباكات بين أنصار الرئيس المصري المعزول محمد مرسي ومعارضيه، تخللت مسيرات نظمتها جماعة «الإخوان المسلمين» وحلفاؤها في «تحالف دعم الشرعية» في القاهرة ومحافظات عدة. وكان لافتاً أن إنهاء حال الطورائ وحظر التجول المفروضة منذ ثلاثة شهور لم يؤثر في حجم تظاهرات «الإخوان»، وإن رفعت درجة الاستنفار الأمني لمواجهة مسيرات ليلية. وكثفت قوات الجيش والشرطة وجودها في الميادين الكبرى وأظهرت حزماً في مواجهة «الإخوان» بعد انقضاء حال الطوارئ، وتعهدت وزارة الداخلية «إحكام سيطرتها على الشارع ومواجهة الفوضى». وخرجت مسيرات من عشرات المساجد في القاهرة. ووقعت اشتباكات بين أنصار مرسي ومعارضيه في أحياء عدة. وأغلقت قوات الجيش والشرطة الميادين الرئيسة ومنعت السير فيها وطوقت ميادين أخرى. وتظاهر مئات من أنصار «الإخوان» أمام قصر القبة الرئاسي. ووقعت اشتباكات في شارع الحجاز في حي مصر الجديدة قرب قصر الاتحادية الرئاسي الذي منعت قوات الحرس الجمهوري «الإخوان» من مواصلة التقدم نحوه. وتظاهر عشرات أمام مقر الاستخبارات الحربية في مصر الجديدة، لكن من دون محاولة كسر الطوق الأمني حول المبنى. وشهدت مدينة الإسكندرية الاشتباكات الأعنف، وسقط قتيل في منطقة الرمل في وسط المدينة بعدما تطورت المواجهات بين «الإخوان» ومعارضيهم إلى تراشق بالحجارة ثم تبادل إلقاء زجاجات حارقة وطلقات الخرطوش. وتدخلت قوات الشرطة للفصل بين الطرفين وأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع، وطاردت «الإخوان» في الشوارع الجانبية وأوقفت عدداً منهم بعد كر وفر. وتكرر المشهد ذاته في حي سيدي بشر شرق المدينة. وسقط عشرات الجرحى في تلك الاشتباكات. إلى ذلك، عرضت موسكو على القاهرة تزويدها أسلحة وتحديث أخرى في أعقاب زيارة مشتركة غير مسبوقة لوزيري الدفاع سيرغي شويغو والخارجية سيرغي لافروف إلى القاهرة، شهدت مناقشة توقيع اتفاقات تحصل بمقتضاها مصر على قطع عسكرية روسية، خصوصاً في مجالي الصواريخ والبحرية. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن ممثل الشركة الروسية المكلفة صادرات الأسلحة ميخائيل زافالي قوله في مقابلة مع وكالة الأنباء الرسمية «ريا نوفوستي»: «نعرض على مصر مروحيات حديثة وأنظمة للدفاع الجوي وخدمات لصيانة وتحديث تجهيزات عسكرية كانت اشترتها من قبل... الكلمة الآن لشريكتنا المحترمة». وقالت صحيفة «فيدوموستي» الاقتصادية الروسية إن العقد تبلغ قيمته نحو بليوني دولار. ونقلت عن مصادر قريبة من وزارة الدفاع الروسية والشركة الروسية القابضة «روستيك» القول ان «الأمر يتعلق بشراء مقاتلات من طراز ميغ-29 ام/ام2 ونظام للدفاع الجوي وصواريخ مضادة للدبابات من طراز كورنيت». وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان إن وزيري الدفاع والخارجية الروسيين أكدا «دعم روسيا الاتحادية الكامل لمصر واحترام موسكو لسيادة وإرادة الشعب المصري وعدم التدخل في شأنه الداخلي». وقال الناطق باسم الخارجية بدر عبدالعاطي إن الاجتماع الرباعي الذي ضم وزيري الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي والخارجية نبيل فهمي مع شويغو ولافروف «تناول عدداً من قضايا الأمن الإقليمي والدولي التي تهم البلدين بما في ذلك التهديدات التي تمثلها ظاهرة الإرهاب وعناصر عدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط الناجمة عن استمرار الأزمة السورية من دون حل سياسي وعدم التوصل إلى تسوية سياسية عادلة ودائمة وشاملة للقضية الفلسطينية، وظاهرة تهريب الأسلحة عبر الحدود ومسار العلاقات الثنائية». وأوضح أنه «تم الاتفاق على تطوير العلاقات الثنائية وإحداث نقلة نوعية بها والبناء على ما هو قائم». وأضاف أن «الوزراء الأربعة اتفقوا على تشكيل لجان نوعية مشتركة لمتابعة تطوير التعاون الثنائي في المجالات كافة بما فيها البنية التحتية والاقتصاد والاستثمار والتجارة والتصنيع والتعاون الأمني والعسكري».