سقط قتيل واحد على الأقل وجرح عشرات في اشتباكات بين أنصار الرئيس المصري المعزول محمد مرسي ومعارضيه تخللت مسيرات نظمتها جماعة «الإخوان المسلمين» وحلفاؤها في «تحالف دعم الشرعية» في القاهرة ومحافظات عدة تحت شعار «لا للعدالة الانتقامية»، للتنديد بمحاكمة مرسي والحكم على 12 من طلاب جماعة «الإخوان» بالسجن 17 عاماً على خلفية مشاركتهم في تظاهرات في جامعة الأزهر تحولت إلى اشتباكات مع الشرطة في 30 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي. وكثفت قوات الجيش والشرطة من وجودها في الميادين الكبرى وأظهرت حزماً في مواجهة «الإخوان» بعد انقضاء حال الطوارئ وحظر التجول، وتعهدت وزارة الداخلية «إحكام سيطرتها على الشارع ومواجهة الفوضى». وخرجت مسيرات من عشرات المساجد في القاهرة، ووقعت اشتباكات بين أنصار مرسي ومعارضيه في مدينة نصر وحي الزيتون والعمرانية، استخدمت فيها الحجارة، فيما تدخلت الشرطة في حي سيدي بشر في الإسكندرية للفصل بين الحشود المتصادمة، وسقط قتيل في المدينة الساحلية التي شهدت المواجهات الأعنف. ووقعت الاشتباكات غالباً بسبب ترديد أنصار مرسي هتافات ضد الجيش والشرطة، فيما رفع أهالٍ معارضون ل «الإخوان» صوراً لوزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي، ما سبب مواجهات بين الطرفين. وأغلقت قوات الجيش والشرطة ميادين النهضة ورابعة العدوية والتحرير في القاهرة ومنعت السير فيها، وطوقت ميدانَي مصطفى محمود وسفنكس ومحيطَي قصر الاتحادية الرئاسي ووزارة الدفاع، وإن سمحت بحركة المرور فيها وسط استنفار أمني. ووقعت اشتباكات بين الأهالي و «الإخوان» في حي الزيتون أمام كنيسة بعدما كتب المتظاهرون المؤيدون لمرسي على أسوارها «مصر إسلامية رغم أنف العلمانية والكنيسة» وعبارات مناهضة للكنيسة والسيسي. ووقعت اشتباكات في شارع الحجاز في حي مصر الجديدة قرب قصر الاتحادية الرئاسي الذي منعت قوات الحرس الجمهوري «الإخوان» من مواصلة التقدم نحوه. وتظاهر عشرات «الإخوان» أمام مقر الاستخبارات الحربية في مصر الجديدة، لكن من دون محاولة كسر الطوق الأمني حول المبنى. وشهدت مدينة الإسكندرية الاشتباكات الأعنف، وسقط قتيل في منطقة الرمل في وسط المدينة، بعدما تطورت المناوشات بين الأهالي و «الإخوان» إلى تراشق بالحجارة، ثم تبادل إلقاء زجاجات حارقة وطلقات الخرطوش. وتدخلت الشرطة للفصل بين الطرفين وأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع وطاردت «الإخوان» في الشوارع الجانبية وأوقفت عدداً منهم بعد كر وفر. وتكرر المشهد ذاته في حي سيدي بشر شرق المدينة. وسقط عشرات الجرحى في تلك الاشتباكات. ووقعت اشتباكات بين «الإخوان» ومعارضيهم في مدينة ملاوي في محافظة المنيا (جنوب مصر). كما وقعت اشتباكات بين «الإخوان» ومعارضيهم في مدينة المنصورة في محافظة الدقهلية في دلتا النيل وفي مدينة شبين الكوم في محافظة المنوفية. خطة امنية وقالت وزارة الداخلية في بيان إنها أعدت خطة أمنية للرد على أي محاولة من شأنها تعطيل حركة المرور أو تكدير السلم العام. وأشارت إلى أن وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم وجه مساعديه ومديري الأمن بتنفيذ تلك الخطة والإشراف على تنفيذها بالتعاون والتنسيق مع القوات المسلحة ومواجهة «أي محاولة للخروج عن القانون بكل حسم وتطبيق القانون بمنتهى الحزم والتعامل الجاد مع أي محاولة لإشاعة الفوضى». وقال مصدر أمني لوكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية إنه تم الدفع بمئة مجموعة مسلحة ثابتة بالميادين والشوارع الرئيسة في محافظتَي القاهرة والجيزة لتأمينها في أعقاب انتهاء فترة حظر التجول. وعادة ما انتهت تظاهرات «الإخوان» في أيام الجمع قبل تطبيق حظر التجول في السابعة مساء، لكن السلطات الأمنية لجأت بعد انتهاء فرض الحظر إلى تكثيف الوجود الأمني خصوصاً في الشوارع الرئيسة. وأشار المصدر إلى أن كل مجموعة تتكون من ضابطَين وشرطيَيْن و4 مجندين مسلحين آلياً بالذخيرة الحية. وأوضح أن وزير الداخلية أمر في شكل مباشر وصريح تلك المجموعات المسلحة باتخاذ اللازم قانوناً مع أي حال خروج على القانون أو تكدير للأمن العام. اعتقال ناشطين من جهة أخرى، قال ناشطون وحركات ثورية إن الشرطة ألقت القبض على ثلاثة من أعضاء «جبهة طريق الثورة» أثناء توزيعهم بياناً للجبهة يدعو إلى التظاهر الثلثاء المقبل لإحياء الذكرى الثانية لأحداث شارع محمد محمود التي سقط فيها عشرات القتلى في مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين. ونشر الناشطون البيان الذي انتقد «الإخوان» ل «تخاذلهم عن الالتحاق بالثوار في أحداث محمد محمود»، مذكرين بقتلى الاشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين خلال إحياء الذكرى الأولى للأحداث أثناء فترة حكم مرسي. كما انتقد البيان أداء الشرطة بعد عزله.