بعد اشتباكات دامية بين قوات الشرطة وأنصار الرئيس المصري المعزول محمد مرسي حصدت 53 قتيلاً أول من أمس، صعد «تحالف دعم الشرعية» المؤيد لمرسي، داعياً إلى تظاهرات في الجامعات والمدارس اليوم، وأظهر إصراراً على التظاهر في ميدان التحرير في قلب القاهرة، داعياً أنصاره إلى التجمع في الميدان يوم الجمعة، ما يُنذر بمواجهات جديدة مع قوات الأمن. وكان آلاف من معارضي «الإخوان» تجمعوا في ميدان التحرير للاحتفال بذكرى نصر السادس من أكتوبر، فيما سعت مسيرات لأنصار مرسي إلى دخول الميدان من جهات عدة، لكن قوات الشرطة تصدت لها. ودارت اشتباكات دامية بين الطرفين سقط فيها قتلى وجرحى. وقالت الوزارة إن 53 قتيلاً سقطوا في مواجهات بين المتظاهرين والشرطة في محافظات عدة غالبيتهم قتل في محافظتي القاهرةوالجيزة، أثناء المواجهات التي دارت في التحرير في حي الدقي في الجيزة وراح ضحيتها 27 قتيلاً، وفي ميدان رمسيس القريب من التحرير وقتل فيه 21 شخصاً. وأعلنت وزارة الداخلية توقيف 423 من المتورطين في «أحداث الشغب» أول من أمس. وقالت إن «مجموعات قامت بإثارة الشغب بشارعي رمسيس والجلاء، وشارع الكورنيش ومنطقة فم الخليج في محافظة القاهرة، والتعدي على المواطنين مما نتج منه حدوث اشتباكات استخدمت فيها الأسلحة النارية والخرطوش حيث تدخلت على أثرها قوات الشرطة مستخدمة الغاز المسيل للدموع مما حال دون تفاقم التداعيات». وأمر النائب العام المستشار هشام بركات بإجراء تحقيقات موسعة في تلك الأحداث. وأسندت النيابة إلى المتهمين تهم البلطجة، والتجمهر، وقطع الطريق وإتلاف الممتلكات العامة والخاصة، واستعراض القوة، والتعدي على أحد ضباط الشرطة في منطقة الأميرية في القاهرة، حيث كان الضابط يستقل دراجة نارية تابعة للشرطة، فباغته عدد من المتهمين واعتدوا عليه بالضرب وأنزلوه عنوة، وسرقوا الدراجة النارية وأتلفوها. وعثر بحوزة المتهمين على منشورات ومطبوعات تحريضية ضد القوات المسلحة والشرطة، تحض على ارتكاب أعمال عنف وفوضى. وأجرت فرق النيابة معاينة لموقع الاشتباكات، وحصر للتلفيات. ورد «تحالف دعم الشرعية» المؤيد لمرسي بتجديد الدعوة إلى التظاهر في التحرير الجمعة. وطالب في بيان طلاب مصر في الجامعات والمدارس بالتظاهر اليوم في كل المحافظات تنديداً ب «استمرار المجازر ضد المصريين». وحض التحالف على استمرار التظاهر طوال الأسبوع تحت شعار «الشعب يستعيد روح أكتوبر»، وصولاً إلى التظاهر الجمعة المقبل في ميدان التحرير. وقال التحالف إن «ميدان التحرير ملك لكل المصريين ولن يمنعنا أحد عنه مهما كانت التضحيات». وكانت قوات الجيش أخلت الميدان فور انتهاء الاحتفالات الشعبية فيه، تطبيقاً لقرار حظر التجول عند منتصف الليل. وتظاهر أمس مئات من طلاب جماعة «الإخوان» في جامعات القاهرةوالإسكندريةوالمنصورة، للتنديد بأحداث أول من أمس. ودعا طلاب «الإخوان» في الإسكندرية إلى بدء عصيان مدني والامتناع عن دخول المحاضرات لوقف الدراسة بالجامعة حتى «عودة الشرعية». وفي جامعة المنصورة، وقعت مناوشات بين الطلاب المؤيدين لمرسي ومعارضيه، جرح فيها العشرات، قبل أن تخرج مسيرات مؤيدة لمرسي إلى الشارع لتدور اشتباكات مع الأهالي والباعة الجائلين الذين تصدوا للمتظاهرين، وسادت حالة من الكر والفر محيط الجامعة. ودان حزب «مصر القوية»، برئاسة القيادي المنشق عن جماعة «الإخوان» عبد المنعم أبو الفتوح، «سقوط شهداء مصريين في ذكرى 6 أكتوبر». وقال الحزب في بيان إن «المصريبن ما زالوا يعانون من جهاز أمني قمعي لم يتعلم من الثورة الشعبية على خطاياه التي مارسها بحق المصريين في عهود مبارك والمجلس العسكري ومرسي وها هو يكرر تلك الخطايا». واعتبر أن «ممارسات الجهاز الأمني أصبحت أكثر عنفاً وأكثر إجراماً وأكثر دموية في ظل غطاء سلطوي وإعلامي فاشي لم تشهده مصر بهذه الفجاجة من قبل... أسلحتنا التي وجهت إلى أعدائنا صارت توجه كذلك إلى صدور مصريين مختلفين مع السلطة». كما دانت فرنسا أعمال العنف التي خلفت عشرات القتلى، ودعت السلطات المصرية إلى احترام حق التظاهر السلمي. ودعت وزارة الخارجية الفرنسية في تغريدة على موقع «تويتر» مصر إلى الوصول «إلى مسار ديموقراطي يشمل كل التيارات التي تنبذ العنف». وطالبت ب «احترام حق التجمع والتظاهر السلميين».