انهارت هدنة جديدة رتبتها لجنة وساطة حكومية بين الحوثيين والسلفيين في دماج، في محافظة صعدة اليمنية، لكن فريق الصليب الأحمر الدولي تمكن من إجلاء 40 جريحاً أصيبوا خلال المواجهات الدامية اثناء المعارك الدائرة منذ أسبوعين. في موازاة ذلك، رفع آلاف الحوثيين في صنعاء أمس، في ذكرى «عاشوراء» شعار «لا استكبار ولا استعباد» في محاكاةٍ للاحتفالات التي يقيمها الشيعة في بلدان عربية وإسلامية أخرى. وجاب المتظاهرون الحوثيون الشارع الرئيسي المؤدي إلى مطار صنعاء الدولي رافعين رايات سوداء وخضراء وحمراء ولافتات كتب عليها شعارات «لبيك ياحسين» و»هيهات منا الذلة»، ووزعوا منشورات في الأحياء التي يسيطرون عليها شمال المدينة تدعو إلى إحياء يوم العاشر من محرم الذي يصادف ذكرى رحيل الإمام الحسين. في غضون ذلك، تمكنت بعثة الصليب الأحمر الدولي أمس من دخول منطقة دماج في صعدة (شمال) وأجلت الجرحى من أنصار الجماعة السلفية أصيبوا في المواجهات الدائرة مع الحوثيين منذ مطلع الشهر الجاري، والتي أدت إلى سقوط أكثر من 200 قتيل مع توسع المواجهات إلى أكثر من جبهة، وفي ظل محاولات مستمرة من قبل لجنة وساطة حكومية لوقف إطلاق النار. وأعلن الناطق باسم السلفيين في دماج سرور الوادعي في تصريحات صحافية فشل اللجنة الرئاسية في وقف إطلاق النار واستمرار قصف الحوثيين لدماج. وناشد المنظمات الحقوقية والإنسانية المحلية والدولية ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة المحلية والدولية التوجه إلى المنطقة لتقصي الحقائق من أرض الواقع وكسر ما وصفه ب» الحصار الإعلامي الرهيب الذي تفرضه جماعة الحوثي للتكتم على جرائمها البشعة ضد أهالي دماج، والاطلاع عن كثب على حجم الدمار الهائل الذي خلفته آلة العدوان الحوثي». في مقابل ذلك، رحب الحوثيون بدعوة أعضاء مؤتمر الحوار الوطني لوقف إطلاق النار، وأكدوا في بيان تمسكهم بالاتفاق الموقع مع السلفيين بإشراف اللجنة الرئاسية لوقف المواجهات محملين الجماعة السلفية «مسؤولية عرقلة التوصل إلى حل». ويسيطر الحوثيون المتهمون بموالاتهم لإيران على محافظة صعدة ومناطق أخرى مجاورة لها شمال اليمن منذ توقف آخر معاركهم مع الجيش اليمني مطلع العام 2010، ويتهمون إحدى الجماعات السلفية التي تقطن بلدة دماج القريبة من صعدة بإيواء «تكفييرين» أجانب، ويخوضون معها معارك عنيفة متقطعة وسط مخاوف من تعميق الانقسام الطائفي في البلاد وتوسع المواجهات إلى مناطق أخرى.