ترجمة عربية لرواية أمبرتو إيكو «مقبرة براغ» صدرت حديثاً عن دائرة الشؤون الثقافية في بغداد وأنجزها خضير اللامي. بعدما عمل إيكو على التاريخ في روايته الشهيرة «اسم الوردة»، ها هو يعيد قراءة بروتوكولات «حكماء صهيون»، معتمداً لعبة سردية محكمة في فضاء متخيل تحل فيه «مقبرة براغ» بصفتها المكان الذي اختاره حاخامات اليهود في أوروبا للاجتماع ومناقشة الحملات التي تدار ضد أبناء جلدتهم والتوصل إلى طرق لمواجهتها. وواضح أن الرواية على غرار أعمال إيكو تدمج بين الفلسفة والتاريخ، وهو هنا تاريخ أوروبا في نهايات القرن الثامن عشر وبدايات القرن العشرين. وكعادته يقدم الكاتب الإيطالي التاريخ عبر رؤية بوليسية ذات بعد فكري عميق، محاولاً الكشف عن المؤامرات والألغاز التاريخية التي كانت تكتنف الوجود اليهودي في أوروبا. رواية مركبة بذكاء وحذاقة، ولا تخلو من العمق الفلسفي والتوثيق والتشويق.