يصدر الكاتب والإنثروبيولجي الإيطالي أمبيرتو إيكو نهاية الشهر الجاري روايته الجديدة "مقبرة براغا" وذلك بعد إصدار آخر رواية له "الشعلة الغامضة للملكة لوانا " في سنة 2004. ويتناول إيكو في روايته الجديدة خفايا تاريخية تتعلق بأوروبا القرن 19 والكيفية التي كانت تتحرك بها الدول الأوروبية وأجهزتها الإستخباراتية والأمنية في إسقاط أنظمة وصناعة أخرى موالية لها مع تسليط الضوء على دور الحركات والتحركات اليهودية والماسونية في صناعة القرار. وتستوعب شخصية سيميوني وهو مزور وعميل إيطالي لعدد من أجهزة المخابرات الأوروبية, كل أحداث وتفاصيل الرواية التي تنطلق في سنة 1897 بمدينة باريس حين سيبدأ سيميوني العمل لصالح بعض الدول الأوروبية و الحركات السرية. وحسب النقاد والمتتبعين لرحلة أمبيرتو إيكو الأدبية المتعلقة بكتابة التاريخ, فإن راوية "مقبرة "براغا" (وهي المقبرة التي يرقد فيها الحاخام يهودا لو بن بيزال صاحب أسطورة غوليم) هي كشف عن حقائق تاريخية مهمة بأسلوب ممتع بهدف تعريف القراء وبطريقة مبسطة بحقيقة الدول العظمى واستراتيجياتها الحالية في الحفاظ على مصالحها في العالم. ويعتبر أمبيروتو إيكو المزداد بمدينة أليساندريا الإيطالية في 1932 من أشد المعارضين للسياسة اليمينية المتبعة بإيطاليا وأوروبا ومن المناهضين للامبريالية الجديدة التي تمارسها الدول العظمى في العالم. وكان قد صرح بعد روايته الشهيرة (اسم الوردة) أنه كتبها اختيارا، ولكنه وقع بعد ذلك في المصيدة حسب تعبيره قائلا أفرض على نفسي البحث الفلسفي والسميوطيقي، كتبت شيئا عن البنية البوليسية لأوديب ملكا. الأسطورة تبدأ دائما بالجواب عن أبي الهول. وميتا فيزيقا أرسطو تبدأ بالقول إن الفلسفة جواب عن الدهشة. وأول رد فعل من المحقق أمام جثة هو الدهشة. لماذا حدث ذلك؟ والميتافيزيقا جواب عن السؤال: من هو الجاني؟