في روايته الساخرة «كيف اصبحت غبيّاً» (المركز الثقافي العربي، ترجمة حسين عمر)، يحكي مارتن باج حكاية شاب حاد الذكاء يُدعى أنطوان، وهو يتمتع بثقافة واسعة ونظرة حاذقة، كما أنّه حائز شهادات عدّة، لكنّه لم ينجح في أن يُحقّق السعادة التي يتمناها. لم يستطع أنطوان أن يُعطي تفسيراً لتعاسته، ليعتقد أخيراً أنّ ذكاءه وصفاء ذهنه هما بالضبط ما يُنغّص عليه حياته. وبعد محاولات عدّة للتخلّص من تعاسته، يُقرّر أنطوان أن يُصبح شاباً غبياً لعلّه يعيش حياة أسعد وأهنأ. فينضم بدوره إلى جوّ الغباء العام وينغمس في حماقة الحياة المعاصرة والمجتمع الاستهلاكي، متكيفاً مع وضعه كشخص «طبيعي» يشتري وينفق ويستهلك ويُفكّر كما الجميع. يكتب الفرنسي الشاب مارتن باج بذكاء رواية مستوحاة من المجتمع المعاصر الغارق في سرعته ونمطيته واستهلاكيته.