استجابت شركات تعمل في مجال المقاولات لنداءات أطلقتها جهات حقوقية وخيرية، بتغيير ساعات العمل فيها من النهار إلى الليل، مراعاة لظروف العاملين فيها، وبخاصة المسلمين، الذين اضطروا إلى العمل في ظروف مُناخية «قاسية» وهم صيام.وأعلنت شركات مقاولات في بداية شهر رمضان، عن تغيير ساعات العمل، التي تبدأ منذ الثامنة مساءً ولمدة ست ساعات. وفيما لجأت شركات إلى هذا التوقيت بمبادرة منها، وأعلنت عن الانتقال إلى العمل المسائي قبل حلول شهر رمضان، تأخرت أخرى في تطبيقه إلى ما بعد حلول شهر الصيام، وذلك بمراقبة وإشراف من هيئة حقوق الإنسان، التي أكدت على أن «النظام يطبق بحسب لوائح وأنظمة مكتب العمل والعمال في المنطقة الشرقية». وقال مدير فرع الهيئة في الشرقية إبراهيم العسيري ل «الحياة»: «إن المسؤولية تقع على كاهل مكتب العمل، لمعرفة مخالفي الأنظمة. ودورنا لا يشمل التدخل في الرقابة أو الفرض، وإنما مخاطبة الشركات وإيضاح نصوص المواد القانونية، التي تثبت حق العامل في حال وقع عليه الضرر، بالمطالبة بحقه، والتعويض عن ذلك، وعلى كل جهة أن تراعي النظام المنصوص عليه، من دون مخالفة». ووجهت جمعية حقوق الإنسان هي الأخرى، مع بداية الشهر الكريم، دعوات إلى أصحاب الشركات، لتقليل ساعات العمل وقت الظهيرة خلال فترة الصيف، كما طالبت بمنع العمل النهاري خلال شهر رمضان، «حفاظاً على أرواح العاملين وسلامتهم»، وذلك بعد أن وجهت عدداً من الشكاوى إلى مكتب العمل في المنطقة الشرقية. ويقول موسى الأشقر، الذي يعمل في مجال توزيع المبيعات: «أبقى في السيارة لساعات طويلة، وشعرت خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان بالإعياء والتعب، خصوصاً أن مكيف السيارة لا يعمل على الوجه المطلوب، إذ أنه يضخ هواءً ساخناً، وهذا الأمر أزعجني، ولم أتمكن من الشكوى لصاحب العمل، فتوجهت إلى جمعية حقوق الإنسان، التي خاطبت مكتب العمل للنظر في المسألة». ويرى موسى، أن الحد من العمل في النهار «لا يجب أن يقتصر على العاملين في مجال البناء، فهناك مهن أخرى تتطلب مراعاة العاملين فيها خلال شهر رمضان، الذي تزامن مع درجات حرارة مرتفعة». ورصد مكتب العمل والجمعيات الحقوقية، عدداً من الحالات، وتم التعامل معها، بعد أن تلقت تلك الجهات خطابات وشكاوى. فيما أكدت الجمعيات الخيرية في المنطقة الشرقية، على ضرورة «مراعاة ظروف العمال» عبر مطويات قامت بتوزيعها، تركز فيها على «مراعاة الجانب الإنساني في العمل، والتعاطف مع الموظفين الذين يعملون في ظروف قاسية، وتعويض ذلك بساعات بديلة، أو في أوقات أخرى». وذكرت مشرفة في جمعية خيرية في مدينة الخبر، أن «مطبوعات تم توزيعها في الأسبوع الأول من شهر رمضان، حول التعامل مع الموظف في الشهر الكريم، خصوصاً من يعملون في ظروف قاسية، ويعانون من مشكلات عدة»، مضيفة «وضعنا شعاراً يدل على أهمية الرأفة والرحمة ومراعاة حرمات هذا الشهر، خصوصاً أن رمضان تزامن مع فصل الصيف»، موضحة أن «عمال النظافة يعانون من تلك المشكلة، وتم استبدال ساعات دوامهم في الليل إلى وقت السحور، بدلاً من الظهر، إذ راعى عدد من شركات النظافة ظروف العمال، وغيرت أوقات عملهم إلى الليل»، مشيرة إلى أن «شركات كثيرة قررت الإبقاء على الدوام الليلي لما بعد رمضان والعيد اذ استمرت درجات الحرارة في المنطقة الشرقية مرتفعة في النهار».