أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الأحد، أن السلطة الفلسطينية ستواصل مساعيها للوصول إلى الحقيقة في ملابسات رحيل الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات. وقال عباس في كلمة مسجّلة بثت خلال حفل إحياء الذكرى التاسعة لوفاة عرفات، الذي أقيم في رام الله مساء اليوم، "أجدد التزامنا بواجبنا الوطني ومسؤوليتنا كقيادة لهذا الشعب العظيم بالاستمرار في البحث عن الحقيقة كاملة، مهما كانت التعقيدات والعقبات". وأضاف "هذا إلتزام وحق لا يسقط بالتقادم، وأنا على ثقة كاملة أن لجنة التحقيق، والتي لها كل الدعم والمساندة منا، ستصل إلى الحقيقة التي سنعلنها عندئذ لشعبنا كاملة". وكانت لجنة التحقيق الفلسطي اسؤنية في وفاة عرفات خلصت إلى أن الرئيس الراحل لم يمت بشكل طبيعي بعدما أظهر التقريران اللذان أعدّهما فريقا الخبراء الروسي والسويسري وجود "بولونيوم 210" ورصاص مشع بكميات كبيرة، في رفات عرفات. واتهم رئيس اللجنة اللواء توفيق الطيراوي إسرائيل، بالمسؤولية عن اغتيال عرفات، مؤكداً أن الجهود ستستمر ل"معاقبة مقترفي هذه الجريمة". وكان عرفات قد أصيب بمرض غامض خلال حصاره من قبل الجيش الإسرائيلي في مقر المقاطعة برام الله في العام 2002، وتم نقله الى مستشفى بيرسي بفرنسا في 29 تشرين الأول/أكتوبر 2004 إثر تدهور حالته الصحية، وتوفي هناك في 11 تشرين الثاني/نوفمبر. وتعهّد عباس، بالسير على خط عرفات، قائلاً "لن نحيد عن النهج الذي وضعناه معاً، منذ البدايات الأولى لانطلاقة ثورتنا، والتي أقسمنا بأن نمضي بها إلى غاياتها في إقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف". وأضاف "مستمرون في الدفاع عن حقوقنا المشروعة، وفق القانون الدولي، ومتمسكون بثوابتنا الوطنية، وبكل ذرة تراب من أرضنا، وعلى الأخص في قدسنا الشريف، عاصمتنا الأبدية". وطالب الحكومة الإسرائيلية ب"تحمّل مسؤولياتها تجاه صنع السلام، والكف عن وضع العراقيل والمعوقات التي من شأنها أن تقوض الجهود المبذولة، وعلى رأسها الاستيطان وممارسات المستوطنين العدائية ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم والاعتداءات على المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية". وقال إنه "رغم كل ما يقومون به من استيطان غير مسبوق في أرض الدولة الفلسطينية، فهم يعلمون، والجميع يعلم، بأن الاستيطان غير شرعي من البداية للنهاية، وهو باطل".