بسطت قوات الرئيس بشار الأسد مدعومة بعناصر «حزب الله» وميلشيات أخرى سيطرتها الكاملة على قاعدة عسكرية مكلفة حماية مطار حلب الدولي كان استولى مقاتلون معارضون على أجزاء منها أول من امس، في وقت قصفت قوات النظام أحياء في جنوبدمشق بصواريخ أرض - أرض وسط معلومات عن استعدادات لعملية عسكرية للسيطرة عليها بعد التقدم في محيط مدينة السيدة زينت في الأيام الماضية. وأفادت «وكالة الأنباء السورية الرسمية» (سانا) بأن وحدات من الجيش النظامي «أحكمت سيطرتها الكاملة على منطقة اللواء 80» في ريف حلب، فيما قال «المرصد» إن الطيران الحربي فتح نيران رشاشاته الثقيلة على مناطق تمركز الكتائب المقاتلة في محيط مطارَي حلب الدولي والنيرب العسكري مع تعرض الطريق الواصل بين قريتي زيد والعطشانة بالريف الجنوبي الشرقي إلى قصف من القوات النظامية ذلك «وسط استمرار الاشتباكات في محيط اللواء 80 المجاور لمطار حلب الدولي بين الدولة الإسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة و كتائب إسلامية مقاتلة عدة من طرف، والقوات النظامية مدعومة بضباط من حزب الله اللبناني وقوات الدفاع الوطني من طرف آخر». وأضاف أن قوات النظام دمرت دبابة تابعة للكتائب المقاتلة وقتلت من فيها. وأضاف «المرصد» أن المواجهات أسفرت عن مقتل 43 مقاتلاً من الكتائب المقاتلة و20 مقاتلاً من «الدولة الإسلامية» و»جبهة النصرة» و 32 عنصراً من القوات النظامية وقوات الدفاع الوطني، اضافة إلى سقوط مئة جريح في صفوف الطرفين. وتشهد القاعدة العسكرية التي سيطر عليها مقاتلون معارضون للنظام السوري في شباط (فبراير) الماضي، اشتباكات عنيفة ومعارك كر وفر بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة منذ يوم الجمعة. واستعاد مقاتلو المعارضة السيطرة على أجزاء من القاعدة يوم امس (السبت) بعد أن كان الجيش النظامي قد تقدم في أجزاء منها اثر اشتباكات عنيفة الجمعة. وكان مقاتلو المعارضة قد اطلقوا في شباط الماضي «معركة المطارات» في محافظة حلب، وهاجموا عدداً من القواعد الجوية والمطارات، وتمكنوا من السيطرة على اللواء 80 المكلف حماية مطار حلب الدولي وقاعدة النيرب الجوية الواقعة شرق حلب. ويفرض المقاتلون حصاراً على مطار حلب الدولي ومطار كويرس العسكري اللذين لا يزالان تحت سيطرة النظام. وكان مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن أفاد بأن النظام يحاول إعادة فتح مطار حلب الدولي المتوقف عن الخدمة منذ الأول من كانون الثاني (يناير) الماضي بسبب تعرض محيطه لهجمات عدة من قبل مقاتلي المعارضة، وإن استعادته لهذا اللواء تعتبر رئيسية للتوصل إلى هذه الغاية. وأحرز الجيش النظامي تقدماً في شرق محافظة حلب وبخاصة في مدينة السفيرة الاستراتيجية القريبة من اللواء 80 التي كان المقاتلون يسيطرون عليها منذ عام وتقع على الطريق التي تصل مدينة حلب بوسط سورية. إلى ذلك، قال عبد الرحمن إن النائب في مجلس الشعب (البرلمان) السوري مجحم السهو (50 سنة) قتل بعدما اختطفه «جهاديون عند احد الحواجز فيما كان متوجهاً إلى دمشق» قبل أن يقوموا بقتله. ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر مسؤول قوله إن «إرهابيين مما يسمى دولة الإسلام في العراق والشام التابعة لتنظيم القاعدة قاموا أمس (السبت) باغتيال السهو». وأشار مصدر آخر إلى أن مقتل السهو جاء «بعد أيام من اختطافه قرب منطقة السخنة على طريق دير الزور تدمر». وانتخب السهو، المولود في العام 1963 في بلدة هجين الواقعة في ريف دير الزور، نائباً عن دير الزور في الانتخابات التشريعية التي جرت في أيار (مايو) 2012. وكان مقاتلون متشددون خطفوا الشهر الماضي عضو مجلس الشعب السوري وأحد شيوخ عشائر البوسرايا مهنا فيصل الفياض، وذلك إثر اشتباكات داخل بلدة الشميطية في محافظة دير الزور. ويسيطر مقاتلو المعارضة على أجزاء واسعة من ريف محافظة دير الزور الحدودية مع العراق، في حين يتقاسم النظام والمعارضة السيطرة على أحياء مدينة دير الزور التي تشهد اشتباكات يومية. وفي دمشق، قال «المرصد» إن قوات النظام السوري قصفت منطقة الحجر الأسود بصاروخ يعتقد بأنه من نوع أرض - أرض، اضافة إلى قصفها مناطق في بلدة حجيرة في وقت دارت «اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية وعناصر قوات جيش الدفاع الوطني وحزب الله اللبناني ومقاتلي لواء أبو الفضل العباس الذي يضم مقاتلين شيعة من جنسيات أجنبية من جهة ومقاتلي الكتائب المقاتلة من جهة أخرى على أطراف بلدتي حجيرة وعقربا وتحدثت أنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين». وفيما اندلعت مواجهات في محيط مشفى تشرين العسكري في حي برزة شمال العاصمة، دارت مواجهات اخرى على أطراف مدينة معضمية الشام في جنوب غربي دمشق، وسط قصف من قبل القوات النظامية على مناطق في المدينة «ما أدى إلى سقوط جرحى». وطاول القصف ريف دمشق في مدينة النبك والسحل وبلدتي بيت سابر ومضايا قرب حدود لبنان. وقال «المرصد»: «تعرضت اطراف بلدة المليحة ومناطق في محيط بلدة بيت سحم لقصف بصواريخ يُعتقد بأنها من نوع أرض - أرض». وفيما واصلت قوات النظام قصفها مناطق في ريف حماة في وسط البلاد، أشار «المرصد» إلى ان ملثمين سيطروا على مقر كتيبة معارضة في جبل التركمان في ريف اللاذقية غرب البلاد. وفي حمص وسط البلاد، قصفت قوات النظام مناطق في مدينة تلبيسة وبلدة الغنطو، في حين نفذ الطيران الحربي غارات جوية على مناطق في بلدتي مهين وحوارين. كما سقط صاروخ أرض - أرض على منطقة مهين التي سيطر مقاتلو المعارضة على مستودع الأسلحة فيها قبل أيام. وقالت مصادر المعارضة ان نحو 80 في المئة من مخازن السلاح نقلت إلى «أماكن آمنة».