استمرت المواجهات العنيفة أمس في مدينة عين العرب (كوباني) من دون تسجيل اختراق مهم لأي من طرفي المعركة. ففي حين شن تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) هجوماً لاستعادة طريق إمداد يربط عين العرب بمحافظة الرقة كان المقاتلون الأكراد قد سيطروا عليه قبل يومين، شنت وحدات من المقاتلات الكرديات هجوماً على مواقع التنظيم في ريف المدينة. كما أعلنت القيادة المركزية الأميركية مساء أن الطائرات الأميركية نفذت 19 غارة جديدة على تنظيم «داعش» في سورية وغارة واحدة على «جماعة خراسان». (للمزيد) وكشف «المرصد السوري لحقوق الإنسان» مساء أمس نقلاً عن مصادر في محافظتي حلب والرقة «أن جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) وجيش المهاجرين والأنصار وفصائل إسلامية مقربة منهما، عقدوا اجتماعاً اتفقوا فيه على إرسال قائد جيش المهاجرين والأنصار إلى مدينة الرقة للتباحث مع قياديين في تنظيم «الدولة الإسلامية» من أجل الوصول إلى صيغة «لوقف إطلاق النار» بين التنظيم وهذه الفصائل بهدف التفرغ لقتال النظام، كلُّ في جبهاته، بشرط عدم استخدام «الدولة الإسلامية»، أو الفصائل الإسلامية الأخرى، للأراضي التي يسيطر عليها الطرف الآخر». وأضاف أن «قائد جيش المهاجرين والأنصار» (صلاح الدين الشيشاني) «اجتمع مع أحد مساعدي «وزير الحرب في الدولة الإسلامية» حيث أبلغه الأخير رفض «تنظيم الدولة» لهذا الطلب، معللاً ذلك بأن «بعض هذه الفصائل موالية للغرب - ولو كانوا مسلمين - فقد قاتلوا «الدولة الإسلامية» إرضاء للغرب». وتابع: «كما طلب «مساعد وزير الحرب في الدولة الإسلامية» من «قائد جيش المهاجرين والأنصار» مبايعة «الخليفة» أبي بكر البغدادي، إلا أنه رفض قائلاً: في عنقي بيعة لأمير إمارة القوقاز ولا أستطيع خلعها». وزاد «المرصد»: «فشل الطرفان في التوصل إلى اتفاق في هذه الجولة من المحادثات، وعاد قائد جيش المهاجرين والأنصار إلى جبهات القتال مع النظام في حلب». وتزامنت معارك أمس في عين العرب وريفها مع نجاح قوات النظام السوري في السيطرة على تلة مهمة بين مطاري السين والضمير في ريف دمشق، وهو أمر فسرته المصادر المؤيدة للنظام بأنه «يفتح الطريق» الرابط بين العاصمة السورية وبغداد والذي يمر عبر الغوطة الشرقية. وفيما أعلن محققو الأممالمتحدة رسمياً أمس أن قادة «الدولة الإسلامية» يمكن أن يُحاكموا أمام المحكمة الجنائية الدولية بتهمة التورط في جرائم حرب في سورية، مشيرين تحديداً إلى جرائم فظيعة ارتبكها عناصر هذا التنظيم في الرقة ودير الزور في شمال سورية وشرقها، كشف «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أنه «وثّق» قيام تنظيم «الخليفة» أبو بكر البغدادي بسبي ست نساء سوريات ينتمين إلى المذهب السنّي، بحجة أنهم متزوجات من ضباط وضباط صف تم قتلهم خلال السيطرة على الفرقة 17 في محافظة الرقة. وأوضح «المرصد» أن أهالي النساء، وهن من دير الزور، ذهبوا للتفاوض مع «الدولة» على مصيرهن، إلا أن الجواب كان أنهن «مرتدات» بحكم زواجهن من ضباط النظام ولن تتم اعادتهن إلى أسرهن.