رفضت وزراة العدل العراقية أمس اتهامات وجهتها إليها منظمة العفو الدولة بتنفيذ احكام اعدام «جائرة». واكدت ان الارقام التي اوردتها المنظمة «مبالغ فيها»، فيما اعتبرت لجنة حقوق الانسان البرلمانية ان وضع البلاد «لا يسمح بالتهاون في تنفيذ الاعدامات ومواجهة الارهاب». وأعلنت منظمة العفو الدولية أن استخدام عقوبة الإعدام في العراق وصل إلى أعلى معدّلاته، منذ إطاحة نظام الرئيس الراحل صدام حسين عام 2003 فقد أعدم «132 شخصاً على الأقل خلال العام الحالي». وقال مصدر في وزارة العدل في تصريح الى «الحياة» ان «تلك الارقام مبالغ فيها والعراق يعاني من تأخر تنفيذ أحكام الاعدام بسبب استغلال الارهابيين قانون اعادة المحاكمة وحالات الهروب المتكررة». واضاف المصدر الذي رفض كشف اسمه، ان «معظم احكام الاعدام الصادرة من المحاكم العراقية لم تنفذ في موعدها المحدد، خصوصاً في السنوات السابقة بسبب رفض رئاسة الجمهورية المصادقة عليها واستغلال المدانين قانون اعادة المحاكمات»، مشيراً الى ان «ضغوطاً سياسية وديبلوماسية اسهمت في الافراج عن مئات المدانين الاجانب». وتابع ان «المحاكمات تجرى بصورة علنية وفقاً لقانون اصول المحاكمات ولكل متهم محام او مجموعة محامين والمتهم الذي يعلن امام القاضي ان اعترافاته اتنزعت بالقوة يعاد التحقيق معه وبالتالي فإن وصف الاحكام بالجائرة امر لا يمكن قبوله». وكان مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة العفو الدولية فيليب لوثر قال إن «زيادة استخدام العراق عقوبة الإعدام، وغالباً بعد محاكمات جائرة، تردد أن العديد من السجناء اشتكوا خلالها من التعرض للتعذيب، لإجبارهم على الاعتراف بالجرائم، هي محاولة غير مجدية لحل مشاكل الأمن والعدالة في البلاد». من جهتها، رأت عضو لجنة حقوق الانسان البرلمانية سميرة الموسوي ان «العراق يتعرض لهجمة ارهابية شرسة منذ عشر سنوات ومواجهة هذا العنف لا بد ان تتم بوسائل عدة ومنها القصاص العادل». واعتبرت الموسوي في اتصال مع «الحياة»ان «تنفيذ احكام الاعدام بالارهابيين اصبح خلال الفترة الاخيرة مطلباً شعبياً على رغم ان هناك من يشكّك بالاجراءات القضائية». الى ذلك، أعلنت وزارة الداخلية امس مقتل 1250 «إرهابياً» في بغداد ومحافظة الأنبار خلال تشرين الأول (اكتوبر) الماضي. وقال الوكيل الأقدم لوزارة الداخلية عدنان الأسدي إن «القوات الأمنية سجلت خلال السنوات العشر الماضية إنجازات كبيرة لكن على رغم ذلك نتعرض لهجمة شرسة من الإرهابيين الذين يأتوننا من الشيشان وأفغانستان والدول التي لا تريد الخير للعراق». وأضاف أن «قواتنا تمكنت خلال شهر الماضي من قتل 1200 إرهابي في محافظة الأنبار و50 إرهابياً في العاصمة بغداد»، مطالباص مجلس النواب ومنظمات المجتمع المدني ب»وقفة جادة لدعم القوات الأمنية».