شهدت مدينة عين العرب (كوباني) مواجهات عنيفة استمرت من دون توقف على مدى يوم ونصف بين قوات حماية الشعب الكردي وتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) الذي يحاصر منذ أيلول (سبتمبر) الماضي هذه المدينة التي تُعتبر ثالث مدن الأكراد في سورية وتقع في ريف حلب الشمالي على الحدود مع تركيا. وجاءت مواجهات عين العرب في وقت استهدفت الطائرات الأميركية «مجموعة خراسان» التابعة لتنظيم «القاعدة» بغارة جديدة، في حين تمكّنت قوات النظام السوري من استعادة موقع مهم يقع بين مطاري الضمير والسين في ريف دمشق. فعلى صعيد المواجهات في عين العرب، أورد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» في تقرير أمس، «أن الاشتباكات العنيفة لا تزال مستمرة في الجبهة الجنوبية لمدينة عين العرب منذ أكثر من 36 ساعة بين مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي وتنظيم «الدولة الإسلامية»، ومعلومات مؤكدة عن مقتل عدد من مقاتلي الطرفين». وأضاف أنه في الوقت ذاته «دارت اشتباكات بين مقاتلي الطرفين في جنوب شرقي مدينة عين العرب، ما أدى إلى مقتل 3 من تنظيم الدولة الإسلامية». وأشار «المرصد» إلى أن عناصر من تنظيم «الدولة» شنوا هجوماً على طريق حلنج- كوباني في جنوب شرقي المدينة «في محاولة لاستعادة السيطرة على الطريق الذي تمكنت الوحدات الكردية من السيطرة عليه قبل نحو يومين، ما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 8 من التنظيم، ومعلومات عن خسائر بشرية في صفوف مقاتلي الوحدات». كذلك دارت اشتباكات في منطقة البلدية بين وحدات الحماية وتنظيم «الدولة»، وفق «المرصد»، الذي أشار إلى «معلومات عن تقدم للوحدات في المنطقة». كما شهدت جبهة الحج رشاد والبلدية تبادل إطلاق نار واشتباكات متقطعة بين الطرفين. وفي الإطار ذاته، أفيد بأن «مقاتلات كرديات في وحدات حماية الشعب الكردي نفّذت هجوماً على تمركزات لتنظيم «الدولة الإسلامية» في قرية منازي بالريف الغربي لمدينة عين العرب، كما استهدف مقاتلون من وحدات الحماية عربة ودراجة نارية لتنظيم «الدولة الإسلامية» على طريق الإذاعة وبالقرب من قرية منازي، ما أدى إلى مقتل عدد من مقاتلي التنظيم، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف مقاتلي الوحدات، وفق ما أورد «المرصد». في غضون ذلك نفّذت طائرات التحالف العربي– الدولي 4 ضربات بين ليلة الخميس وفجر الجمعة استهدفت تمركزات لتنظيم «الدولة» في الجبهة الجنوبية والجنوبية الشرقية لعين العرب. وكانت القيادة الأميركية الوسطى أعلنت أن المقاتلات الأميركية أغارت مجدداً على «مجموعة خراسان» يوم الخميس في سورية، في ضربة هي الثالثة ضد هذه المنظمة المرتبطة ب «القاعدة» منذ بداية أيلول (سبتمبر). وقال الناطق الكولونيل باتريك رايدر لوكالة «فرانس برس»: «يمكننا التأكيد أن الطيران الأميركي ضرب هدفاً في سورية في وقت سابق اليوم (الخميس) مرتبطاً بشبكة من عناصر سابقين في القاعدة يسمون «مجموعة خراسان» التي تعد لهجمات خارجية ضد الولاياتالمتحدة وحلفائها». ورفض الإدلاء بتفاصيل إضافية عن الغارة الجوية، وهي الأخيرة في سلسلة غارات شنت على هذه المجموعة التي يقول المسؤولون الأميركيون إنها تضم مقاتلين من «القاعدة» و «جبهة النصرة». لكن الناطق أضاف: «سنواصل اتخاذ كل التدابير الضرورية لتفكيك مشاريع الاعتداءات على الولاياتالمتحدة». وسبق أن استهدفت الولاياتالمتحدة «مجموعة خراسان» مرتين: الأولى في أيلول (سبتمبر) في مستهل حملة الضربات الجوية في سوريا ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» المتطرف والتي بدأت في 23 من الشهر المذكور، والثانية الأسبوع الفائت حين استهدف الطيران الأميركي خبير المتفجرات الفرنسي في المجموعة دافيد دروجون. وظلت «مجموعة خراسان» غير معروفة إعلامياً حتى كشفتها الاستخبارات الأميركية في أيلول. ويؤكد البيت الأبيض أنها تضم عناصر في «القاعدة» من أفغانستان وباكستان توجهوا إلى سورية. وتخشى الدول الغربية أن تكون المجموعة تعد لهجمات داخل أراضيها. وإضافة الى هذه الضربات الثلاث ضد «مجموعة خراسان»، ركز التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة غاراته على تنظيم «الدولة الإسلامية» في العراق وسورية، بحيث شن أكثر من 800 ضربة منذ بدء الغارات في العراق في الثامن من آب (أغسطس). وعلى صعيد المواجهات بين القوات النظامية السورية وفصائل المعارضة، أشار «المرصد» السوري في تقرير من ريف دمشق إلى «تمكن قوات النظام والمسلحين الموالين لها من استعادة السيطرة على منطقة تل الرمان الواقعة بين مطاري الضمير والسين عقب اشتباكات مع مقاتلي الكتائب الإسلامية، كذلك نفذ الطيران الحربي غارات عدة على مناطق في مدينة داريا بالغوطة الغربية، بينما نفذ الطيران الحربي غارتين أخريين على مناطق بالقرب من بلدة بيت سحم، فيما تعرضت أطراف بلدة الرحيبة بمنطقة القلمون وأماكن في منطقة المناهل وبساتين بلدة الكسوة بريف دمشق الغربي لقصف من قبل قوات النظام، من دون أنباء عن إصابات». وفي محافظة حلب، استهدفت «الكتائب الإسلامية» ليلة الخميس- الجمعة بالصواريخ تمركزات لقوات النظام في منطقة حندرات شمال حلب، وفق ما أورد «المرصد»، الذي أشار أيضاً إلى قصف الطيران الحربي مناطق في حي بستان القصر بالتزامن مع فتح نيران رشاشاته الثقيلة على مناطق في حي الليرمون. وفي ريف حلب، قصف الطيران المروحي مدينة الباب التي يسيطر عليها تنظيم «الدولة الإسلامية»، ما أدى إلى سقوط ما لا يقل عن 10 جرحى بينهم مواطنات وأطفال، بينما قصف الطيران الحربي حي باب النيرب. وفي محافظة حمص، لفت «المرصد» إلى «إطلاق نار بشكل متقطع ... على أطراف حي الوعر بمدينة حمص، في حين دارت بعد منتصف ليلة الخميس- الجمعة اشتباكات وصفت بالعنيفة بين قوات النظام مدعمة بمسلحين موالين لها من طرف ومقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية» من طرف آخر في منطقة شاعر بريف حمص الشرقي ترافق مع قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة على المنطقة وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين».