توقع عدد من تجار وبائعي الملابس الشتوية أن يواجهوا مصاعب كبيرة نتيجة الركود الكبير في الطلب على ملابس الشتاء هذا العام، مقدرين حجم التراجع في الطلب عليها بما يراوح بين 30 و40 في المئة مقارنة بالأعوام الماضية. واستند هؤلاء في توقعاتهم إلى أن الأعوام الماضية كانت تشهد طلباً كبيراً على الملابس الشتوية نتيجة ارتباط فصل الشتاء بالمواسم والاحتفالات الأخرى مثل الأعياد والإجازات التي تشهد بعض المناسبات الاجتماعية الأخرى مثل الزواجات وغيرها. وقال مدير المبيعات في أحد المتاجر عيسى الصغير في حديثه ل«الحياة»، إن الطلب على ملابس الشتاء هذا العام سيكون محدوداً، متوقعاً أن يتراجع ما بين 30 و40 في المئة مقارنة بالأعوام الماضية. وعزا توقعاته إلى أن «الأعوام الماضية كانت تشهد طلباً مرتفعاً وذلك نتيجة ارتباط فصل الشتاء بالمواسم الأخرى مثل الأعياد (عيد الفطر وعيد الأضحى المبارك)، وكذلك موسم الإجازات الذي تكثر فيه مناسبات الأفراح وغيرها». ووصف الصغير الطلب على الملابس الشتوية هذا العام بأنه سيكون محدوداً، «إذ إن الكثير من التجار والمستوردين طرحوا كميات محدودة في السوق بسبب التوقعات التي تشير إلى تراجع الطلب من المستهلكين». وأشار الصغير إلى أن فصل الشتاء في بدايته، وتم طرح كميات محدود من الملابس الشتوية، خصوصاً متطلبات الأطفال. بدوره، قال مسؤول بإحدى أسواق الملابس محمد حسين، إنه من المتوقع أن يواجه تجار الملابس الشتوية في المملكة مصاعب في تسويق الملابس الشتوية هذا العام نظراً للتوقعات التي تشير إلى انخفاض موجات البرد، إضافة إلى استمرار تذبذب درجات الحرارة والبرودة من وقت إلى آخر، خصوصاً أن فصل الشتاء هذا العام تأخر بشكل كبير، وجاء في وقت لا يوجد فيه مواسم طلب مثل الإجازات والأعياد وغيرها. وتوقع أن يكون هناك تكدس في البضائع الشتوية، وسيتراجع الطلب بنسبة تصل إلى 40 في المئة، مشيراً إلى أن هناك مستوردين وتجاراً استوردوا أنواعاً عدة من الملابس الشتوية التي تلبي حاجة الطفل في المقام الأول. وأكد حسين أن الطلب على الملابس الشتوية يتراجع من عام إلى آخر، إذ توضح المؤشرات أن الطلب ينخفض كل عام نتيجة تغير ثقافة المستهلك التي أصبحت تركز على الملابس الحديثة أكثر من الملابس الشتوية القديمة مثل الجاكيتات وغيرها. وعن أسعار الملابس الشتوية، قال إن الأسعار تتوقف على النوع والخامة وبلد التصنيع، إلا أن الفرو الصوف والجاكيتات التي كانت تستورد من سورية ارتفعت أسعارها بشكل كبير نتيجة الأوضاع الحالية هناك، مشيراً إلى أن بعض الجاكيتات والفرو وصل سعرها إلى أكثر من 300 ريال لبعض الأنواع. من جهته، قال عبدالرحمن القحطاني الذي يمتلك مجموعة من المحال المتخصصة في بيع الملابس في عدد من أسواق الرياض، إن الطلب على الملابس الشتوية يتركز حالياً على ملابس الأطفال، وتتوافر في السوق كميات كبيرة من العام الماضي، ما جعل الكثير من المحال تقوم بالإعلان عن تخفيضات كبرى على تلك الملابس استعداداً لطرح موديلات جديدة. وأوضح أن فصل الشتاء في المملكة ما زال في بدايته، إلا أن المؤشرات تشير إلى أن الإقبال سيكون محدوداً خلال الفترة الحالية، متوقعاً أن تشهد الأيام المقبلة والتي يكثر فيها التنزه والخروج إلى البر وهطول الأمطار ارتفاع حجم الطلب على الملابس الشتوية، إلا أن الطلب سيكون أقل من العام الماضي الذي كان فيه البرد متزامناً مع موسم العيد، ما زاد حجم الطلب. ورجّح أن تتراجع إيرادات بعض الشركات المتخصصة في بيع الملابس الشتوية هذا العام مقارنة بالعام الماضي، لافتاً إلى أن الطلب على الملابس الشتوية يختلف من منطقة إلى أخرى، وذلك بحسب مناخ كل منطقة، إلا أنه لن يكون مرتفعاً مقارنة بالأعوام الماضية، ما سيسهم في استقرار الأسعار قياساً بالأعوام الماضية. وتشير الإحصاءات إلى أن حجم سوق الملابس الشتوية في المملكة يقدر بنحو 7 بلايين ريال، تستحوذ منطقة الرياض على أكثر من نصفها.