بدأ الحكم الموقت في مصر وأنصار الرئيس المعزول محمد مرسي التأهب لانتهاء حال الطوارئ وحظر التجوال الأسبوع المقبل، إذ أبدت السلطات إصراراً على تمرير قانون مثير للجدل يقيد التظاهر ويجرم الاعتصام، فيما دعا «تحالف دعم الشرعية» الذي تقوده جماعة «الإخوان المسلمين» إلى تظاهرات واسعة غداة انتهاء العمل بالطوارئ. وبدا إصرار السلطات على تمرير قانون التظاهر المثير للجدل محاولة للالتفاف على انتهاء مهلة تمديد الطوارئ الخميس المقبل، إذ يتطلب تجديد العمل بحال الطوارئ استفتاء شعبياً. وتحدى أنصار مرسي الخطوة، فأعلنوا «تظاهرات كبرى» في 15 الشهر الجاري لمناسبة مرور ثلاثة أشهر على فض اعتصاميهم. واستقبل امس مرسي أول زيارة في سجن برج العرب في الإسكندرية من أسرته التي شاركت مساء أول من أمس في تظاهرة في ضاحية السادس من أكتوبر على أطراف القاهرة للمطالبة بإعادته إلى الحكم، ربما لتحفيز مؤيديه على مزيد من الحشد. وكان مجلس الدولة أعاد مشروع قانون تنظيم التظاهر إلى مجلس الوزراء بعد إدخال تعديلات عليه أفيد بأنها أبقت على تجريم الاعتصام وتقييد حق التظاهر، قبل أن تحيله الحكومة بدورها على الرئيس الموقت عدلي منصور الذي يتوقع أن يصادق عليه خلال أيام. وتكتمت السلطات على التعديلات التي جرت على مشروع القانون الذي أثارت مسودته رفضاً واسعاً، واكتفى رئيس الحكومة حازم الببلاوي بتأكيد «تلبية التعديلات التي طلبتها قوى سياسية وحقوقيون». لكن نائب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان عبدالغفار شكر أكد ل «الحياة» أن المجلس شبه الرسمي لم يطلع على مشروع القانون بعد تعديله. وأعلن «تحالف ثوار مصر» رفضه قانون التظاهر الذي «مازالت المحاولات جارية لتمريره رغم رفض غالبية القوى الثورية له». وأعرب في بيان أمس عن «استياء الجميع من الإصرار على القانون الذي لا داعي له خصوصاً بعد أن أوصت اللجنة الوزارية للمسار الديموقراطي بإرجاء قانوني التظاهر والإرهاب إلى ما بعد الانتخابات البرلمانية، إلا أن هناك جبهة معادية للثورة تابعة لنظام (الرئيس السابق حسني) مبارك تسعى بكل قوة إلى التخلص من الثورة بكل صورها لتعيد عجلة الزمن إلى الوراء». وتحدت «الجماعة الإسلامية» المنضوية في «تحالف دعم الشرعية» مشروع القانون وأعلنت أنها ستدعو إلى التظاهر وتنظيم احتجاجات ضده. وقالت في بيان أمس: «سنتظاهر ضد القانون بمجرد صدوره وسنقف له بالمرصاد، وهو قانون بديل عن الطوارئ لأنهم لا يستطيعون العيش من دون قوانين قمعية تكبت الحريات». وتمثل تظاهرات اليوم التي دعا التحالف المؤيد لمرسي إلى أن تكون «انتفاضة غضب» اختباراً لتماسك جماعة «الإخوان» وحلفائها بعد أيام من ظهور مرسي في قفص الاتهام في أولى جلسات محاكمته بتهمة التحريض على قتل متظاهرين خلال حكمه. واعتبرت جماعة «الإخوان» في بيان أن مشهد محاكمة مرسي «منح أنصاره الذين خرجوا ليشدوا من أزره شحنة معنوية هائلة تشد هي من أزرهم وتحضهم على الثبات والاستمرار والتمسك بالحرية والشرعية والسيادة الشعبية».