ظهر أمس أن طرفي الأزمة في مصر ماضيان في طريق التصعيد، بعدما اتخذ الحكم الموقت خطوات في تنفيذ «خريطة المستقبل» التي صاغها الجيش بالتوافق مع قوى سياسية وعُزل بموجبها الرئيس السابق محمد مرسي، فيما أظهر أنصار الأخير تحدياً لتهديدات السلطات بفض اعتصاميهم في «رابعة العدوية» و «النهضة» بأن وسعوا رقعة الاحتجاجات ودعوا إلى تظاهرات في مختلف أنحاء البلاد. ويؤدي اليوم 20 محافظاً جديداً اليمين القانونية أمام الرئيس الموقت عدلي منصور. وقال الناطق باسم الرئاسة أحمد المسلماني إن سبعة من المحافظين القدامى مستمرون في مناصبهم، لافتاً إلى أن أداء اليمين سيعقبه عقد أول اجتماع لمجلس المحافظين بتشكيله الجديد برئاسة منصور وحضور نائب الرئيس محمد البرادعي ورئيس الوزراء حازم الببلاوي. وأفيد بأن حركة المحافظين «سيهيمن عليها العسكريون لاسيما في المحافظات الحدودية». وتبدأ لجنة تعديل الدستور اليوم في صوغ المواد التي اتفقت على تعديلها، على أن تنتهي من عملها الأحد المقبل. وقال مستشار الرئيس للشؤون الدستورية علي عوض إن اللجنة انتهت من درس التقرير الذي أعدته أمانتها الفنية عن اقتراحات تعديل المواد التي وردت إليها من قوى سياسية ومجتمعية. وستعرض الصياغات على لجنة أخرى تضم 50 عضواً لوضع صياغة نهائية يُستفتى عليها الشعب في تشرين الأول (أكتوبر) المقبل على الأرجح. وفي إطار التصعيد المتبادل بين الحكم و «الإخوان»، مددت السلطات القضائية أمس سجن الرئيس المعزول على خلفية التحقيقات في قضية اتهامه بالفرار من سجن وادي النطرون إبان «ثورة يناير». وبحسب قرار قاضي التحقيق فإن مرسي «متهم بالتخابر مع حركة حماس للقيام بأعمال عدائية والهجوم على منشآت شرطية والضباط والجنود، واقتحام السجون وتخريب مبانيها وإشعال النيران عمداً في سجن وادي النطرون». وعلى صعيد المبادرات السياسية، يجتمع شيخ الأزهر أحمد الطيب غداً مع قوى سياسية للبحث في مخرج للأزمة المحتدمة، وهو الاجتماع الذي ستغيب عنه جماعة «الإخوان» التي أعلنت رفضها وساطة الطيب، ما يقلل من جدوى الاجتماع. وقال القيادي في حزب «النور» السلفي نادر بكار ل «الحياة» إن حزبه سيشارك في الاجتماع، مشيراً إلى أن «النور يسعى إلى إقناع قيادات الإخوان سواء عبر اتصالات مباشرة أو غير مباشر بأنه لا بديل من الحوار». في المقابل، تحدى «تحالف دعم الشرعية» المؤيد للرئيس المعزول السلطات الموقتة بتوسيع احتجاج أعضائه بالتزامن مع ترقب فض اعتصاميهم في مدينة نصر والجيزة. ونظم التحالف الذي يضم قوى أبرزها «الإخوان» و «الجماعة الإسلامية»، مسيرات في قلب القاهرة شلت حركة المرور لساعات، فيما شددت اللجان الشعبية في الاعتصامين من إجراءات تأمينها تحسباً لأي محاولة لفضهما. ودعا التحالف إلى تظاهرات في «كل الميادين». وقال في بيان إن الأيام المقبلة ستشهد «فعاليات أكبر في كل أنحاء مصر وحتى تتحقق أهداف الثورة كاملة». وتجمع أنصار مرسي أمس أمام مسجد الفتح في قلب القاهرة بالتزامن مع عودة العمل بعد عطلة عيد الفطر، وتوجهوا بمسيرة إلى «رابعة العدوية» رفعوا خلالها صور مرسي وهتفوا ضد وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي، وتوجه مئات منهم إلى دار القضاء العالي القريب إلى حد ما من ميدان التحرير. وتسلق أنصار مرسي بوابات دار القضاء ورفعوا صور مرسي عليها. وانسحبت قوات الشرطة من محيط التظاهرة تجنباً للاحتكاك معهم. وشوهدت خيام يحملها متظاهرون قال بعضهم إنهم سيعتصمون أمام دار القضاء إلى حين رحيل النائب العام هشام بركات.