ينظم أنصار الرئيس المصري المعزول محمد مرسي اليوم تظاهرات في القاهرة والمحافظات تحت شعار «نساء مصر خط أحمر» احتجاجاً على تجاوزات من الشرطة طاولت نساء في تظاهرات سابقة. وستمثل هذه التظاهرات التي دعا «تحالف دعم الشرعية» المؤيد لمرسي إلى أن تكون «انتفاضة غضب» اختباراً لتماسك جماعة «الإخوان المسلمين» وحلفائها بعد أيام من ظهور مرسي في قفص الاتهام الاثنين الماضي في أولى جلسات محاكمته بتهمة التحريض على قتل متظاهرين إبان فترة حكمه. واستقبل مرسي أمس أول زيارة في سجن برج العرب في الإسكندرية من أسرته التي شاركت مساء أول من أمس في تظاهرة للمطالبة بإعادته إلى الحكم في ضاحية السادس من أكتوبر على أطراف القاهرة، ربما لتحفيز مؤيديه على مزيد من الحشد. وعُلم أن «تحالف دعم الشرعية» يخطط لتظاهرات كبرى في 15 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، في ذكرى مرور 3 أشهر على فض اعتصامي أنصار مرسي في ميداني «رابعة العدوية» و «النهضة»، خصوصاً أن حال الطوارئ وحظر التجول ستنقضي عشية هذا الموعد، إذ أن السلطات ملتزمة دستورياً باستفتاء الشعب في حال رغبت في مدها أكثر من ثلاثة أشهر. وقال التحالف في بيان إن «مصر شهدت منذ بداية الانقلاب العسكري فترة هي الأسوأ على الإطلاق في ما يتعلق بالحقوق والحريات العامة، خصوصاً للنساء والأطفال... وكان الأسوأ في هذه الممارسات هو الزج بالمؤسسة القضائية لإضفاء الشرعية والقانونية على هذه الممارسات». وأضاف: «لم تتوقف الممارسات فقط عند قتل الرجال والنساء والأطفال في مجازر جماعية كما حدث في رابعة والنهضة، بل شهدت صورة غير مسبوقة من التعدي المتعمد على النساء من مختلف الأعمار خصوصاً بالضرب، والسحل، والتعذيب، والاعتقال والقتل». ولفت إلى «وقائع تعذيب في أقسام الشرطة» تداول ناشطون مقاطع مصورة لها على مواقع التواصل الاجتماعي. ودعا الشعب المصري إلى «انتفاضة غضب في وجه هذا التعدي السافر على النساء عبر التظاهر في جميع الميادين تحت شعار نساء مصر خط أحمر، وطوال الأسبوع تحت شعار الحرية للشرفاء دعما للمعتقلين من التيارات كافة». وكان مئات الطلاب تظاهروا أمس في جامعة عين شمس في القاهرة وجامعات إقليمية، احتجاجاً على محاكمة مرسي وللمطالبة بإطلاقه. وأغلقت قوات الشرطة ميدان «النهضة» أمام جامعة القاهرة لمنع طلاب «الإخوان» من التظاهر فيه، فيما يتوقع أن يحشد «الإخوان» اليوم أمام دار القضاء العالي والمحاكم في المحافظات احتجاجاً على محاكمة مرسي، لكن لم تُعلن تجمعات قرب سجن برج العرب، حيث يحتجز. وقالت جماعة «الإخوان المسلمين» في بيان إن مرسي «أبهر العالم بثباته وصموده وصلابته واطمئنانه»، معتبرة أن مشهد محاكمته «منح أنصاره الذين خرجوا ليشدوا من أزره شحنة معنوية هائلة تشد هي من أزرهم وتحضهم على الثبات والاستمرار والتمسك بالحرية والشرعية والسيادة الشعبية». وأضافت أن مرسي «جاء إلى منصبه بإرادة شعبية حرة كشفت عنها انتخابات رئاسية تنافسية نزيهة، لم يتم تزويرها فلم يغش أحداً أو يخدعه، ولم يستخدم عنفاً أو إرهاباً في إكراه أحد على انتخابه، ولا غدر ولا خان، ولا جاء على ظهر دبابة أو محتمياً بطائرة أو مدفع». واعتبرت الجماعة «اشتراك القضاء في هذه المظلمة مأساة». وكان مرسي التقى أسرته أمس داخل محبسه في سجن برج العرب في الإسكندرية للمرة الأولى منذ عزله، في إطار زيارة استثنائية منحها وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم لكل السجناء لمناسبة حلول العام الهجري الجديد. وقال مصدر أمني في تصريح صحافي إن الزيارة ضمت زوجة مرسي وابنته وأبناءه الثلاثة «في المواعيد والمكان المخصص للزيارة داخل سجن برج العرب وفقاً للائحة قطاع مصلحة السجون». وأضاف أن أسرة الرئيس المعزول حرصت على اصطحاب حقيبتين مليئتين بالأطعمة والمشروبات والفواكه المتنوعة خلال الزيارة، لافتاً إلى أن «من حقه كمحبوس احتياطياً تلقي أطعمة من خارج السجن». وأوضح أن مرسي ما زال في غرفة الحجز الطبي والوقائي الملحقة بمستشفى سجن برج العرب وسيتم نقله إلى زنزانته خلال ثمانية أيام. وكانت أسرة مرسي شاركت في وقفة لأنصاره في ضاحية السادس من أكتوبر مساء أول من أمس للمطالبة بعودته إلى منصبه. وانضم إلى المتظاهرين زوجة مرسي وابنه أسامة، ورفع المشاركون فيها صوراً لمرسي وشعارات «رابعة». إلى ذلك، قالت مصادر أمنية في شمال سيناء إن مسلحين مجهولين أطلقوا الرصاص على مجند أثناء وجوده في مقر خدمته في مدينة الشيخ زويد، فقضى في الحال. وقال الناطق باسم الجيش العقيد أحمد علي في بيان إن عناصر القوات المسلحة والشرطة داهمت «بؤراً إرهابية في عدد من القرى التابعة لرفح والشيخ زويد والعريش» في سيناء، وقتلت «3 من العناصر التكفيرية خلال تبادل لإطلاق النيران، وصادرت أسلحتهم»، وضبطت مخزنين للأسلحة والذخيرة «عُثر فيهما على 8 صواريخ محلية الصنع وصاروخ غراد و3 قنابل يدوية وقنبلتين هجوميتين ومتفجرات وذخيرة متنوعة الأعيرة وكتب ومراجع لتدريب الأفراد على استخدام الأسلحة وتجهيز العبوات الناسفة». وأوضح أن القوات «ألقت القبض على أحد أخطر العناصر التكفيرية ويدعى ناجي أحمد عبيد».