قلصت السلطات المصرية ساعات حظر التجوال المفروض في البلاد منذ 14 آب (أغسطس) الماضي، ليبدأ في الواحدة بعد منتصف الليل وحتى الخامسة فجراً، باستثناء الجمعة التي يبدأ فيها في السابعة مساء وحتى الخامسة صباحاً، فيما تستعد جماعة «الإخوان المسلمين» وحلفاؤها لسلسلة احتجاجات بالتزامن مع بدء محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي في 4 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل التي يتوقع عقدها في معهد أمناء الشرطة المتاخم لسجن طرة. ودعا «تحالف ددعم الشرعية» المؤيد لمرسي إلى «تظاهرات كبرى» في 4 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل في الداخل والخارج. وقال في بيان إن «الرئيس الشرعي رفض التبعية وناصر قضيتنا العادلة في فلسطين، فانقلبوا عليه وعزلوه بقوة السلاح، فصمد وثبت، فلفقوا له تهمة اعتاد الصهاينة إلصاقها بالمقاومين الأحرار وهي التخابر مع حماس، معلنين تقديمه للمحاكمة يوم 4 نوفمبر المقبل الذي سيشهد فعاليات سلمية كبرى أمام القنصليات ومراكز حقوق الإنسان في مصر وخارجها». ودعا إلى «الخروج في مسيرات حاشدة (اليوم) الجمعة في بداية لفعاليات سلمية في أسبوع الصمود لرفض الانقلاب العسكري الدموي». ودأب «الإخوان» وحلفاؤهم على التظاهر أيام الجمع، وغالباً ما تشهد تظاهراتهم اشتباكات مع الأهالي والأمن يسقط فيها جرحى، وأحياناً قتلى. ويستعد طلاب «الإخوان» لتصعيد احتجاجاتهم في الجامعات قبل أيام من محاكمة مرسي، فعلى رغم أن جامعة الأزهر شهدت هدوءاً أمس بعد أيام من تظاهرات تخلل بعضها اشتباكات مع قوات الشرطة، إلا أن الطلاب المؤيدين لمرسي وزعوا بيانات على المشاركين في تظاهرات أمس قالت إن «انتفاضة الأزهر ضد الانقلاب» ستبدأ الأربعاء المقبل. وانتقد رئيس جامعة الأزهر أسامة العبد في بيان، «إصرار بعض الطلاب على تواصل التظاهرات وخروجها على الشكل اللائق بطالب الأزهر بغية إحداث شغب وتعطيل الدراسة». وحذر من «محاولة دفع الجامعة لتعطيل الدراسة أو تعليقها». وقال: «إذا اضطرت الجامعة لذلك فستحسب سنة رسوب». وكانت جامعة الزقازيق في محافظة الشرقيةمسقط رأس مرسي شهدت أمس اشتباكات بين أنصار مرسي ومعارضيه أوقعت جرحى. وحاصر أنصار «الإخوان» المبنى الإداري للجامعة وقذفوه بالحجارة وزجاجات حارقة، ما تسبب في تلفيّات في واجهته. وبدأت الاشتباكات على خلفية توقيف الأمن الخاص عدداً من طلاب «الإخوان» واحتجازهم في مكتب الأمن الذي حاصره المتظاهرون لإطلاق زملائهم، ما سبب مناوشات تطورت إلى اشتباكات بين الطلبة من أنصار مرسي ومعارضيه. وتكرر مشهد الاشتباكات بين طلاب جامعة حلوان على خلفية ترديد الطرفين هتافات يرفضها الطرف الآخر. وتطورت المناوشات إلى اشتباكات بالحجارة. من جهة أخرى، زاد عدد قتلى حادث هجوم مُسلح على كنيسة الوراق في محافظة الجيزة قرب العاصمة إلى 5 بعدما توفي أمس شاب متأثراً بإصابته بطلق ناري. وفي سيناء، قتل مسلحون شرطياً في حي الزهور في العريش بعدما أمطروه بوابل من طلقات الأسلحة الآلية، وأصيب جنديان في الجيش إثر انفجار عبوة ناسفة في سيارة إطفاء تابعة للقوات المسلحة في مدينة رفح. وقال الناطق باسم الجيش العقيد أحمد علي في بيان، إن العمليات الأمنية لعناصر الجيش الثاني وحرس الحدود المدعومة بغطاء جوي من الطائرات وتشكيلات من الأمن المركزي أسفرت في الأيام الماضية عن توقيف 9 أفراد من العناصر الإرهابية والتكفيرية المسلحة والمتهمين ب «إيواء وعلاج العناصر التكفيرية أثناء تنفيذ الأعمال العدائية، وكذلك مراقبة عناصر القوات المسلحة وزرع ألغام في طريق الجورة الشيخ زويد والهجوم على أفراد ومكامن القوات المسلحة والشرطة والانتماء إلى تنظيمات إرهابية». وأوضح أن «القوات داهمت بؤراً إرهابية وإجرامية في قريتي المقاطعة- المهدية في شمال سيناء وأحرقت ودمرت بيارتين للوقود و35 عشة تستخدم كنقاط انطلاق للعمليات الإرهابية و7 سيارات ودراجتين بخاريتين، وكميات متنوعة من الأسلحة، منها بندقيتا قنص وقاذفا صاروخ آر بي جي، وصاروخا ضبع أسود مزود بمجموعة إطلاق وحزام ناسف كامل، وذخائر متنوعة». وكانت النيابة العامة أمرت بتجديد حبس مرشد «الإخوان» محمد بديع 15 يوماً على ذمة التحقيقات في أحداث حرق واقتحام مبنى ديوان عام محافظة الجيزة لاتهامه بالتحريض فيها. وحدد رئيس محكمة استئناف القاهرة القاضي نبيل صليب جلسة 23 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل لبدء أولى جلسات محاكمة 104 متهمين من «الإخوان» بارتكاب أحداث عنف ووقائع قتل في تموز (يوليو) الماضي بعد عزل مرسي، كما جدد قاضي المعارضات في محكمة جنوبالقاهرة حبس 44 من أنصار مرسي 15 يوماً على خلفية أحداث الشغب التي شهدها محيط ميدان التحرير خلال احتفالات السادس من تشرين الأول (أكتوبر).