حض القائد العام لقوات الحلف الأطلسي في أوروبا فيليب بريدلاف تركيا على شراء نظام للدفاع الصاروخي يتواءم مع الأنظمة الأخرى في الحلف، مشككاً في النظام الصيني الذي تدرس أنقرة شراءه. وقال: «خلال حديثي مع (قادة) الجيش التركي، النقطة المهمة هي أن لدينا أنظمة تعتمد بعضها على بعض تماماً في العمليات، وملائمة لتدخل في شبكات الحلف. أود أن أراهم يشترون قدرات ملائمة تماماً ومناسبة مع الحلف». وكان ديبلوماسيون في الحلف اعتبروا أن إدخال معدات صينية على أنظمة الأطلسي سيثير مخاوف أمنية إلكترونية. وأعلنت تركيا أنها اختارت نظام دفاع صاروخي تنتجه شركة صينية، إذ فضّلته على أنظمة أخرى تنتجها شركات روسية وأميركية وأوروبية. وتفرض الولاياتالمتحدة عقوبات على الشركة الصينية، لانتهاكها قانون حظر انتشار الأسلحة في ما يتعلق بإيران وسورية وكوريا الشمالية، فيما أعلنت تركيا أن قرارها ليس نهائياً. على صعيد آخر، ينفذ الحلف الأطلسي هذا الأسبوع أضخم مناورات عسكرية خلال سبع سنوات، في دول البلطيق وبولندا، تثير ريبة روسيا. ويشير الحلف إلى أن المناورات التي يشارك فيه 6 آلاف عسكري من «الأطلسي» والسويد وفنلندا وأوكرانيا، وهي دول ليست في الحلف، تستند إلى سيناريو تخيلي تغزو فيه قوات من دولة «بوثنيا» الوهمية إستونيا، في أزمة يثيرها تنافس على موارد الطاقة وانهيار اقتصادي. لكن مسؤولين روساً يعتبرون أن المناورات القريبة من حدودهم الغربية، تؤكد مخاوف من أن توسّع الحلف منذ نهاية الحرب الباردة، يجعل الحلف يستعرض قوته في الفناء الخلفي لموسكو. وتأتي المناورات بعد فترة وجيزة على مناورات روسية أكثر ضخامة مع بيلاروسيا، في أيلول (سبتمبر) الماضي، أثارت قلق دول البلطيق، على رغم أن «الأطلسي» يصرّ على أن لا علاقة بين المناورتين. ويشعر ديبلوماسيون في الحلف بحيرة إزاء خطط روسية هدفها زيادة ضخمة في الإنفاق الدفاعي، فيما تخفّض معظم دول الغرب موازناتها العسكرية، لمواجهة مشكلات اقتصادية. وقال الأمين العام للحلف الأطلسي أندرس فو راسموسن إن المناورات التي أُطلِق عليها اسم «الجاز الصامد»، لا تستهدف توجيه إشارة إلى بلد محدد، مضيفاً: «طبعاً هي إشارة إلى كل من قد تكون لديه نية لشن هجوم على عضو في الحلف، لكن أعتقد بأن روسيا لا تنوي شن هجوم على حلفاء الأطلسي، ويجب ألا يقلق الروس. لذلك يمكن القول إن (المناورات) إشارة إلى من يهمه الأمر». وكان ديبلوماسي روسي قال الشهر الماضي، في إشارة إلى مناورات الحلف: «هذا السيناريو عند حدودنا مباشرة، ويثير كل أنواع الأسئلة من جانبنا، عن هدف المناورات».