اكدت امس سهى عرفات، أرملة الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، بعد تسلمها نتائج تحاليل الطب الشرعي في سويسرا لعينات من رفاته، أن زوجها مات مسموماً بالبولونيوم المشع عام 2004. وأوضحت لوكالة «رويترز» في باريس: «نكشف جريمة حقيقية... اغتيال سياسي... أنا وابنتي سنذهب الى كل المحاكم في العالم لمعاقبة مرتكبي هذه الجريمة». وكان خبراء سويسريون من معهد لوزان للفيزياء الإشعاعية، أخذوا عينات من رفات عرفات من قبره في رام الله بعد فتحه في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. وأفادت قناة «الجزيرة» بأن الخبراء عثروا على مستوى مميت من «البولونيوم-210» في العينات، ما يؤكد نتائج تحقيق للقناة التلفزيونية كشف العام الماضي آثاراً للنظير المشع على مقتنيات شخصية لعرفات. وجاء في تقرير الخبراء السويسريين الذي نشر على موقع «الجزيرة» الإلكتروني أن نتائج التحاليل لرفات عرفات «تدعم باعتدال الفرضية القائلة إن وفاته كانت نتيجة لتسممه بالبولونيوم-210». وأوضح التقرير ان تسمم عرفات بالبلونيوم وصل الى مستوى 84 في المئة، بما يتجاوز 18 مرة المستوى الطبيعي لهذه المادة في الجسم، مضيفاً أنها كانت موجودة في أضلاعه وفي التربة التي دفنت جثته فيها. وأفاد الخبير البارز ديفيد باركلي إنه شبه متأكد من ان عرفات سمم في تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2004، موضحاً:» برأيي، لا مجال للشك في ان البولونيوم سبب وفاة عرفات». على صعيد آخر، نجح وزير الخارجية الأميركي جون كيري في نزع فتيل الأزمة التي شهدتها المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية بعد سلسلة مشاريع التوسع الاستيطاني الأخيرة، ووافق على طلب الرئيس محمود عباس إصدار بيان ينفي فيه ادعاء الجانب الإسرائيلي بموافقة السلطة الفلسطينية على مواصلة البناء في المستوطنات في مقابل إطلاق أسرى ما قبل اتفاق أوسلو وعددهم 104 أسرى. كما طلب عباس من كيري التدخل المباشر في المفاوضات بسبب رفض إسرائيل الدخول في جوهر التسوية السياسية القائمة على حل الدولتين على حدود عام 1967. وكشفت مصادر ديبلوماسية غربية ل «الحياة» أن كيري أبلغ عباس بأن الجانب الأميركي سيشارك بصورة أكبر في المفاوضات المقبلة، وسيقدم اقتراحات لتضييق الهوة بين الوفدين في بعض القضايا الخلافية. وقال مسؤول فلسطيني رفيع ل «الحياة» إن كيري سيلتقي عباس ثانية مساء الجمعة في العاصمة الأردنية عمان، علماً ان الرئيس الفلسطيني سيقوم بزيارة لمصر بعد غد. وكان كيري بدأ زيارته صباح أمس بلقاء رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي اتهم السلطة الفلسطينية ب «افتعال أزمات»، قبل أن يتوجه الوزير الأميركي الى بيت لحم للقاء عباس حيث أعلن عقب المحادثات: «نعتبر ولطالما اعتبرنا الاستيطان غير شرعي»، مضيفاً: «أود ان يكون من الواضح للغاية أن الفلسطينيين لم يوافقوا في أي وقت من الأوقات، وبأي شكل من الأشكال، على قبول الاستيطان ... هذا لا يعني أنهم لم يكونوا على علم، أو لم نكن نحن على علم، بأنه سيكون هناك بناء» استيطاني. وتابع ان عباس «ملتزم العملية السلمية بنسبة مئة في المئة». وكانت الجلسة الأخيرة من المفاوضات التي جرت في القدس ليل الثلثاء - الاربعاء، شهدت نقاشاً عاصفاً بين الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي انسحب في نهايته الفلسطينيون. وقال مسؤول فلسطيني رفيع ل «الحياة» ان الجانب الفلسطيني احتج بشدة على تسريب إسرائيلي الى وسائل الإعلام أنباء مفادها أن السلطة وافقت على التفاوض في ظل استمرار الاستيطان في مقابل إطلاق أسرى ما قبل اتفاق أوسلو، كما احتج بشدة على سلسلة عطاءات البناء في المستوطنات واعتبرها تدميراً للمفاوضات. وقال المستشار السياسي للرئيس الفلسطيني نمر حماد ل «الحياة» إن عباس اقترح أن تنسحب إسرائيل من القدسالشرقية لتكون عاصمة لدولة فلسطين، والغربية عاصمة لإسرائيل، على أن تبقى القدس على الصعيد البلدي موحدة بإنشاء مجلس بلدي للقدس الشرقية وآخر للغربية، ومجلس أعلى يرأسهما، غير أن إسرائيل رفضت هذا الاقتراح.