اختصرت جملة «بدنا نأكل بدنا نتعلم» حال نازحين سوريين إلى لبنان احتشدوا أمس حول السيدة الفرنسية الاولى فاليري تريرفيلير، في مخيم الدلهمية في البقاع، ناشدين السلام بورود صفر قدمها أطفال المخيّم لها. وأكدت تريرفيلير بعد زيارتها المخيم في إطار جولة لها على مراكز ومخيمات النازحين السوريين في لبنان، يرافقها وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال وائل أبوفاعور والسفير الفرنسي لدى لبنان باتريس باولي ونورا وليد جنبلاط ووفد من المفوضية العليا لشؤون اللاجئين أن «لبنان يدفع ضريبة ثقيلة كبيرة باستضافته اللاجئين السوريين، بما أن ربع سكانه اليوم هم من اللاجئين». وقالت: «عاينّا الوضع في المخيم، ولمسنا أن مفوضية اللاجئين والمنظمات غير الحكومية الأخرى موجودة، وتقوم بما تستطيع، لكنها غير قادرة وحدها». وتابعت: «جئت إلى هنا لأبدي تعاطفي للاجئين السوريين، على أمل أن يتمكنوا من العودة بأقرب وقت ممكن إلى بلدهم، ولأظهر العمل الميداني الذي تقوم به هذه المنظمات غير الحكومية ومفوضية شؤون اللاجئين وحاجتهم للمساعدة». وإذ رأت بعدما استمعت إلى الشكاوى وحاجات السوريين من أطفال ونساء وشيوخ أن «هؤلاء معدمون، إلى جانب يأسهم لأنهم لا يعرفون متى سيعودون إلى بيوتهم، وهم لا يرون حتى نهاية النفق المظلم»، أكدت «ضرورة تحمل المجتمع الدولي والأوروبي المسؤولية لأنها مسؤولية أخلاقية وعالمية قبل أن تكون لبنانية». وقالت: «فرنسا تقوم بحصتها، وكذلك المجتمع الأوروبي والدولي، وذلك لم يعد كافياً. والصعوبة في لبنان هي أيضا للبنانيين، حيث أعداد كبيرة منهم فقراء أيضاً». وطالب أبو فاعور المجتمع الدولي ب «أن يقتنع بأن الدولة اللبنانية شريكة له في عملية الإغاثة، بدل اللجوء إلى المؤسسات، مع تقديرنا واحترامنا لها، ولا أعتقد أنّها أكثر نزاهة من الدولة». ولفت إلى أن «لبنان قدم كل ما يحتاجه الى المجتمع الدولي في موضوع حاجات النازحين»، وقال: «ننتظر من هذا المجتمع المبادرة في مساعدة لبنان وتأمين التمويل لإغاثة النازحين». وتوجهت تريرفيلير بعدها إلى مركز «كاريتاس» البقاع، وعقدت لقاءات مع مسؤولي المنظمّة في لبنان والبقاع. وزارت مدرسة «الأورغواري» الرسمية في جبل لبنان، للاطلاع على أوضاع الطلاب النازحين فيها، يرافقها وزير التربية حسان دياب والمدير العام للوزارة فادي يرق، في ظلّ إجراءات أمنية مشددة للجيش وقوى الأمن الداخلي. وأبدت قلقها من «أن عدداً كبيراً من النازحين لا يرتاد المدارس، ما يهدد مستقبلهم». وأوضح باولي أن «فرنسا قدمت مساعدات للوزارة في إطار مشروع تمويل أوروبي قيمته مليون يورو، لتدريب مدربين على اللغتين الفرنسية والإنكليزية لمساعدة الطلاب اللبنانيين والسوريين في هذا المجال، وتعزيز قدرات لبنان على استقبال النازحين والطلاب». وزارت تريرفيلير زوجة الرئيس اللبناني وفاء سليمان في قصر بعبدا، وبحثتا في شؤون ثقافية واجتماعية «لا سيما ما يتعلق بالشعوب النازحة الى دول أخرى بسبب الحروب»، كما ذكرت الوكالة «الوطنية للإعلام». وأقامت سليمان مأدبة غداء على شرف تريرفيلير، حضرتها السيدات: رندة بري، مي ميقاتي، نورا جنبلاط، لمى سلام، مهى مكاري وشخصيات. ثم رافقت سليمان ضيفتها الفرنسية الى مركز «صحة قلب المرأة» في بعبدا التابع لمؤسسة «يدنا» التي أسستها سليمان. وتزامناً مع زيارة تريرفيلير المعرض الفرنكوفوني للكتاب في قلب بيروت، نظمت الحملة الدولية لإطلاق سراح جورج عبدالله (المسجون منذ 29 عاماً بتهمة قتل ديبلوماسيين اثنين في باريس عام 1982) اعتصاما أمام مدخل المعرض.