يكمل مهرجان الأغنية العمانية عقداً من عمره هذه السنة، مقدماً مجموعة من الوجوه الغنائية على الساحة المحلية التي تعاني من ضمور في أسماء النجوم القادرة على جذب الجمهور في السلطنة. سعت حفلة الافتتاح في رعاية وزير الخدمة المدنية خالد المرهون، ليل الأحد - الإثنين، للتذكير ببعض نجوم الأغنية العمانية الذين يغالبون النسيان، عبر فقرة فنية قدّمها الفنان يعقوب نصيب أعادت الجمهور إلى فترة الثمانينات التي شهدت تألق مجموعة من الأسماء المحلية غنائياً لكنها لم تنل حظها من الشهرة لأسباب عدة، أهمها تعثر شركات الإنتاج وغياب الدعم الحكومي، كما قدم الفنانين أحمد جمال وسلمان حميد مشاركة فنية عربية مزجت بين محلية الفعالية وأفقها الأوسع المنفتح على الحضور الغنائي العربي. أما ليلة الإثنين - الثلثاء، فكان الجمهور على موعد مع الفنانة العمانية ليلى نصيب، والمغربية دنيا بطمة والفنان راكان، فيما قدم منذر العلوي وعيسى البلوشي وعبدالله سباع مشاركتهم في مسابقة المهرجان. مدير المهرجان سعيد بن سلطان البوسعيدي، أكد على غنى السلطنة بالموروث الثقافي، مشيراً إلى حضور المجال الفني والموسيقى في التراث التقليدي في عمان، منوهاً بتعدّد الفنون الموسيقية العُمانية التي ألهمت فناني البلاد للأخذ منها والبناء عليها. وأشار البوسعيدي إلى ما يشهده المهرجان من تطوير وتحديث حتى «غدت تلك التجارب وما صاحبها من أعمال، لبناتِ بناء وتأسيس نحو الأفضل، شاركت في الوصول بالمهرجان إلى ما نحن عليه اليوم». وأضاف أن الدورة العاشرة تأتي «بحلة جديدة في ما تتضمنه من برامج ومضامين، حيث تنوعت المشاركات وأدخلت برامج جديدة على ليالي المهرجان، كما استُقطب خبراء فنيون، واستضيفت وسائل إعلامية مختلفة، وتضاعفت جهود التسويق والترويج الخارجي». وأكد البوسعيدي على «الدور الإيجابي الذي يقوم به الإعلام» من خلال «الشراكة مع الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون والوسائل الإعلامية المحلية المختلفة، كما استضفنا قناة فنية متخصّصة للترويج للمهرجان والمشاركين على الصعيد الخليجي والعربي». وكرم المهرجان هذه السنة عدداً من الفنانين والشعراء العمانيين، وهم الفنان يعقوب نصيب نظراً للدور الفني والغنائي الذي قدمه في مسيرته الفنية الماضية. فقد بدأ الفنان يعقوب نصيب مشواره الفني من ولاية مطرح حيث ولد وترعرع وتشرب من التراث الفني العماني، وسجّل في بداية السبعينات بعض الأغاني في أستوديوهات في مدينة مطرح. وفي عام 1971 سجل أول أغنية في التلفزيون وهي «أشرق الصبح على أرض عمان». ومن ثم توالت التسجيلات باستخدام الآلات الموسيقية البسيطة مع صعوبة في التسجيل في ذلك الوقت، ومع ذلك نجحت الأغاني واستمع إليها الناس في جميع أرجاء السلطنة. كما كرم المهرجان الشاعر ناصر البلال المخيني لحضوره الثقافي والفني، إضافة إلى تكريم الراحل الفنان عبدالله الصفراوي والذي بدأت مسيرته الفنية عندما غنى للمرة الأولى أمام الجمهور في العام 1970، وكان قد أتقن العزف العود وأصبح متمرساً فيه. وغنى الفنان الراحل العديد من الأغاني الوطنية التي لازالت تعد في السلطنة من أجمل الأغنيات المغناة في حب الوطن. وشاركت في مسابقة المهرجان الفنانة نورة النظيرية التي أدّت أغنية «اتفقنا نغيب» وهي من كلمات الشاعر محفوظ بن محمد الفارسي وألحان حمد محفوظ الفارسي، كما قدم نصر السليمي أغنية المسابقة «أوصافها» من كلمات الشاعر عبدالله العريمي وألحان حمود الحرش. يذكر أن لجنة تحكيم المهرجان تكونت من الفنان البحريني أحمد الجميري (رئيساً) وعضوية الفنان العماني محمد المخيني، والشاعرة سعيدة خاطر والشاعر الإماراتي علي الخوار.