عدم تقدير حجم «الضرر» الناتج من مادة «فوسفات الألومنيوم» أو «المبيد الحشري» يؤدي إلى خسارة «طفل» أو إصابة «بالغ» إصابة أقل ما يقال عنها «خطرة»، إذ إن الإهمال يستشري في كيفية عدم وضع قيود لبيعه من المحال التجارية ووجود أسعاره بمتناول اليد للجميع دون ضوابط تحمي أفراد المجتمع منه، ما جعله يتحول من «مادة كيماوية» إلى «سفاح طليق» يهدد أمن الأسر الآمنة في منازلها، لتتسلل رائحته إليهم عبر قنوات الصرف الصحي وتغزوهم وهم آمنون في مخادعهم. تسببت هذه المادة في وفاة أكثر من 16 شخصاً في مدينة جدة، تحديداً منذ عام 2009، منهم أطفال ونساء منهم مقيمون، وهذه المادة مصنفة من أخطر المواد الكيماوية يطلق عليها علمياً «فوسفيد الألومنيوم»، وتعرف بأسماء تجارية عدة بحسب بلد المنشأ ومنها: «سيلفوس، يونايتد فوسفورس، فوستوكين، فيوميفوس»، ويتسبب هذا المبيد في القتل، لإطلاقه غاز الفوسفين القاتل عند تفاعله مع «الرطوبة»، كما يرجح أنه أحد الأسباب المهمة لتركز الوفيات في مدينة جدة. وخطورته تكمن في سرعة انتشاره دون وعي أو إحساس بمن حوله حتى يتبع الجو بغاز الفوسفين ومن ثم استنشاقه وعندها تحدث الكارثة، كما أن هذا الغاز عديم الرائحة في الأصل إلا إن الشركات المصنعة له أضافت روائح صناعية ذات رائحة كريهة للدلالة على انتشار الغاز. ووجهت جهة رسمية بسحب هذه المادة من الأسواق في 2009 ،إلا إنها ما زالت في الأسواق وتباع بسعر رخيص يصل إلى 25 ريالاً للعبوة الصغيرة و50 ريالاً للكبيرة، إذ إن الاستخدام الأساسي له في تبخير الحبوب ومكافحة آفات الغلال كالقمح، الشعير، الذرة، والدقيق في المستودعات وصوامع الغلال لحمايتها من الآفات الحشرية، ولا يتم استخدامها إلا بإجراءات احترازية ووقائية صارمة من مختصين مدربين. وهناك تحذير من جهات حكومية عدة، إذ قامت إدارة الأدلة الجنائية بشرطة محافظة جدة بالتحذير عن هذا المبيد من طريق قنوات إعلامية عدة سواء كانت مسموعة أم مقروءة، كما تم إرسال رسائل نصية تحذيرية للمواطنين والمقيمين تحذر من خطورة هذا المبيد الحشري السام وعدم استخدامه في المنازل والمناطق الآهلة بالسكان نظراً لخطورته على الأرواح. وأوضح أخصائي أمراض الرئة الدكتور حامد ناجي أن لهذه المادة أعراض تسمم قوية ويكون عند استنشاق غاز الفوسفين المتفاعل مع الماء، إذ يحدث إعياء ونعاس خفيف، كما يشعر المصاب بالغثيان وبألم في المعدة، وبالرغبة في التقيؤ، إسهال، عطش، دوار، فتور، ألم بالصدر، حرقان، زيادة في ضربات القلب، وضيق بالتنفس، كما يحدث للمصاب نوبة اختناق وغيبوبة ويفقد الوعي تماماً إذا كانت الإصابة شديدة، ما يؤدي إلى الوفاة، مشيراً إلى أنه مر على عيادته العديد من الحالات خلال هذا العام ولكن دون وفيات. يذكر أن وزارة الدفاع المدني في جدة أشارت إلى أن 90 في المئة من حالات الوفاة هي للجيران المجاورين لمنطقة الرش، وأن المادة غير محذورة وتباع في غالبية الحقول الزراعية وصوامع الغلال وخازن الطائرات، وتكمن الخطورة في كونها تباع في أماكن عامة وصلت إلى محال المواد الغذائية ومغاسل السجادات في جدة.