أوضح خبير المعلوماتيّة سعدي عوينات ممثل شركة «إي أم سي» EMC ، أن العصر الحالي يمثل نقطة فاصلة في الحياة التكنولوجية، خصوصاً ما يتعلّق بطريقة استخدام «البيانات الضخمة» في عصر التواصل المتشابك. ولاحظ عوينات أن الأساليب التقليديّة للتحليل تستند إلى البيانات المتجمعة في ملفّات الشركات، فيما تنضاف إليها مشاركات الجمهور على الإنترنت وييانات المنافسين والشركاء وغيرها، في زمن «البيانات الضخمة». عشرون بليون جهاز متشابك كذلك أشار عوينات إلى أن التحليل التقليدي يعتمد على تحليل الماضي بهدف تخيّل المستقبل، غير أن تحليل الييانات العملاقة يخلق تنبؤات عن خطوات الجمهور مستقبلاً. وأشار إلى تزامن عصر «البيانات الضخمة» مع دخول شبكة ال «ويب» إلى زمن «إنترنت الأشياء» Internet of Things. إذ تجمع الشبكة قرابة 20 بليون جهاز ينتج منها 44 تريليون غيغابايت سنوياً من البيانات. وأوضح عوينات أن الإحصاءات تدل إلى أن 17 في المئة من تلك البيانات يجري تحليلها فعليّاً، ما يعني أن التعمّق في التحليل وشموليته ربما يعطي إلى توجهات مغايرة في مجالات الحياة المختلفة، على رأسها الاقتصاد. «حوسبة السحاب» في السياق عينه، أكّد هشام مرتضي، ممثل شركة «مايكروسوفت» العملاقة، أهمية النظر إلى البيانات لناحيتي الحجم والتنوّع، خصوصاً مع انتشار الأجهزة الذكيّة، واصفاً إياها ب «الكنز الذي يؤتي بثمار هائلة، في حالة تحليل البيانات بطُرُقٍ فعّالة»، وفق كلمات مرتضي. كذلك ذهب محمد عبدالله، ممثل شركة «سيسكو سيستمز» إلى أنه خلال 20 عاماً من اختراع الإنترنت بلغ عدد الأجهزة المتصلة بالشبكة قرابة 20 بليون جهازاً، مع إمكان تضاعف الرقم خلال السنوات القليلة المقبلة. وخلص إلى أن «البيانات الضخمة» وتحليلها، سيؤدي دوراً رئيساً في اتخاذ قرارات استراتيجيّة في المؤسّسات والشركات والحكومات، وحتى الأفراد. شهد معرض «كايرو آي سي تي» جلسة حلمت عنوان «الحوسبة السحابية والقطاع الحكومي»، استعرِض فيها دور المؤسّسات المختلفة في النهوض بصناعة «حوسبة السحاب» في مصر. في تلك الجلسة، أكّد ممثل «سيسكو سيستمز» محمد عبدالله، على ضرورة استثمار الشركات العالمية التي تعمل في السوق المصري، في مشاريع تقنيّة محليّة تتصل بترسيخ «حوسبة السحاب» في مصر. وأشار إلى أن شركة «سيسكو» تعمل في ذلك الطريق في شكل كبير، مشدداً على ضرورة مشاركة القطاعين الخاص والحكومي في استثمارات «حوسبة السحاب»، إضافة إلى الاهتمام بالعنصر البشري المتمثّل في خريجي الجامعات نظراً لأهميته الكبيرة للمواطنين، ولتلك الصناعة أيضاً. وكذلك تحدّث حسن السنباوي رئيس قطاع الحوسبة في شركة «مايكروسوفت - مصر» عن ضرورة الاستفادة من الخبرات العالميّة في صناعة «حوسبة السحاب». فيما ذهب عمرو خصوصي، ممثّل شركة «إي أم سي» إلى ضرورة تشجيع الشركات على استخدام «حوسبة السحاب». وتوافقاً معه، أوضح كريم بدر، ممثّل شركة «آي بي أم» أن صناعة «حوسبة السحاب» تتطلّب تآزراً بين العنصر البشري الذي يفترض تأهيله تقنيّاً، والتطبيقات التي تصنعها الشركات، والمستوى القانوني اللازم لتسهيل نمو صناعة «حوسبة السحاب».