قالت مصادر في المعارضة السورية إن قوات النظام وزّعت في ريف دمشق منشورات دعت المواطنين إلى إفراغ المستشفيات والمدارس في مدة اقصاها مساء أمس، وذلك بعد اغلاق «جامعة القلمون» في مدينة دير عطية، مشيرة إلى أن ذلك جاء في سياق ما بات يعرف ب «معركة القلمون» التي تنوي قوات النظام شنها للسيطرة على مناطق تقع بين دمشق وحدود لبنان. وجاء ذلك في وقت أفادت وكالة «فرانس برس» أن الطيران الحربي السوري قصف أمس مناطق في بلدة السبينة جنوبدمشق، والتي تتقدم فيها القوات النظامية في محاولة لمحاصرة معاقل المعارضة في جنوبدمشق والريف المحاذي لها، بحسب ما أشار «المرصد السوري لحقوق الانسان». وفي شمال شرق البلاد، حقق مقاتلون أكراد تقدماً إضافياً في المعارك التي تدور مع مقاتلين جهاديين مرتبطين ب «القاعدة». وقال المرصد في بريد الكتروني: «نفذ الطيران الحربي غارة جوية على مناطق في بلدة السبينة (...) ترافقت مع قصف مدفعي من قبل القوات النظامية على البلدة». واوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة «فرانس برس» ان «الغارة تأتي ضمن حملة القوات النظامية ضد معاقل المعارضة في جنوبدمشق وريفها الجنوبي». من جهته، بث التلفزيون الرسمي السوري في شريط عاجل ان «قواتنا الباسلة تحقق تقدماً كبيراً في ملاحقة الارهابيين (في اشارة الى مقاتلي المعارضة) في منطقة السبينة». وكان المرصد أفاد الجمعة ان قوات نظام الرئيس بشار الأسد مدعومة بعناصر من «حزب الله» اللبناني وميليشيات موالية، تقدمت في السبينة، وتحاول فرض «فكي كماشة» للفصل بين الاحياء الجنوبيةلدمشق وريف دمشقالجنوبي، حيث معاقل اساسية لمقاتلي المعارضة. كما تضم الأحياء الواقعة على الاطراف الشرقية والشمالية لدمشق، جيوباً لمقاتلي المعارضة يحاول النظام استعادتها منذ فترة. وأمس، أفاد المرصد أن القوات النظامية «حققت تقدماً طفيفاً» في حي برزة (شمال) «وسيطرت على مؤسسة المطبوعات والقناة التربوية التابعة للتلفزيون الرسمي»، في حين تعرضت مناطق في جوبر (شرق) للقصف. من جهتها، افادت وكالة الانباء الرسمية (سانا) عن «اصابة مواطنين جراء اعتداء ارهابي بقذيفة هاون على منطقة باب الجابية السكنية والتجارية» وسط دمشق.ويتكرر سقوط قذائف الهاون بشكل دوري على العاصمة. وتتهم السلطات مقاتلي المعارضة باطلاق هذه القذائف من معاقلهم في محيط دمشق. كما ذكرت «سانا» أن تسعة أشخاص بينهم اثنان جراحهما خطرة، اصيبوا في سقوط قذائف هاون على مدينة جرمانا جنوب شرقي دمشق، والتي تتعرض منذ الأسابيع الماضية لاعتداءات مستمرة بقذائف الهاون، أدى اخطرها في 10 تشرين الاول (اكتوبر) إلى مقتل ما لا يقل عن 18 شخصاً. وفي يبرود (شمال شرقي دمشق)، افاد المرصد عن مقتل شخص واصابة عدد آخر بجروح في انفجار سيارة مفخخة. في محافظة الحسكة، سيطرت وحدات حماية الشعب الكردية على قرى ونقاط عسكرية عدة في محيط مدينة رأس العين الحدودية مع تركيا، بحسب المرصد الذي اشار الى ان المقاتلين تمكنوا من السيطرة على طريق بطول 25 كيلومتراً بين راس العين وبلدة أبو راسين الواقعة الى الجنوب الغربي منها. واوضح المرصد ان الاشتباكات دارت بين وحدات الحماية الشعبية الكردية التابعة في غالبيتها لحزب الاتحاد الديموقراطي من جهة، والدولة الاسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة (وهما جماعتان مرتبطتان ب «القاعدة») وكتائب مقاتلة اخرى، وادت الى مقتل ثلاثة من المسلحين الاكراد، وعدد غير محدد من المقاتلين الجهاديين. وتدور منذ اسابيع اشتباكات بين الطرفين في شمال شرق سورية، تمكن الاكراد خلالها من طرد الجهاديين من مناطق عدة أبرزها مدينة راس العين. كما سيطر الاكراد بشكل كامل في 27 تشرين الاول (اكتوبر) على بلدة اليعربية والمعبر الحدودي مع العراق اثر اشتباكات عنيفة. وفي جنوب سورية، قتل ستة اشخاص بينهم عنصران من «جبهة النصرة» في انفجار قرب احدى المزارع خلف جمرك درعا القديم الذي سيطر عليه المقاتلون المعارضون أخيراً، بحسب المرصد. واوضح المرصد ان الانفجار دوى لدى عبور سيارة تقل عنصرين من «جبهة النصرة» فوق لغم ارضي، ما ادى الى مقتل العنصرين واربعة اشخاص صودف وجودهم في المكان.