تعرضت الأحياء الجنوبيةلدمشق والمناطق المحيطة بها أمس الجمعة لقصف عنيف من القوات النظامية التي تحاول فرض «فكي كماشة» للفصل بين هذه المناطق التي تعد معاقل لمقاتلي المعارضة، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة «فرانس برس»، إن القوات النظامية مدعومة بعناصر من «حزب الله» اللبناني ومسلحين موالين لها «حققت تقدماً في بلدة السبينة (جنوبدمشق) وسيطرت على مناطق فيها، وسط قصف عنيف تتعرض له البلدة منذ الصباح (أمس)». وأشار إلى تسجيل «حالات نزوح ومخاوف شديدة على حياة المدنيين المتواجدين بكثافة في تلك المنطقة». وأوضح عبدالرحمن أن القوات النظامية «تحاول التقدم في المناطق الجنوبية للعاصمة وفرض فكي كماشة حول الأحياء الجنوبية وريف دمشقالجنوبي»، مشيراً إلى تعرض حي القدم في جنوبدمشق لقصف عنيف. كذلك تدور اشتباكات بين اللجان الشعبية الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد ومقاتلي المعارضة في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوبدمشق. وكان المرصد أفاد مساء الخميس عن مقتل ما لا يقل عن ثمانية أشخاص في قصف لقوات النظام على حي الحجر الأسود في جنوبدمشق. ووضع المرصد القصف ضمن محاولة النظام «استعادة جنوبدمشق»، و «تأمين العاصمة في شكل كامل». ويسيطر مقاتلو المعارضة على جيوب على اطراف دمشق لا سيما في أحياء برزة (شمال) وجوبر (شرق) والأحياء الجنوبية. وتحاول القوات النظامية منذ أشهر فرض سيطرتها على المناطق المحيطة بالعاصمة التي تعد معاقل للمقاتلين، بهدف منعهم من التقدم نحو دمشق. من جهة أخرى، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القوات السورية الحكومية سيطرت على بلدة في شمال البلاد قريبة من موقع له صلة ببرنامج الأسلحة الكيماوية بعد قتال عنيف استمر أياماً. وتقع بلدة السفيرة على طريق استراتيجي يمكن استخدامه للتخفيف عن مناطق تسيطر عليها الحكومة في حلب القريبة. وكان مقاتلون معارضون ومنهم بعض المرتبطين بتنظيم «القاعدة» يسيطرون على البلدة. وقال المرصد، وهو جماعة مراقبة مقرها لندن، إن قوات الحكومة سيطرت على بلدة السفيرة الاستراتيجية بعد اشتباكات وقصف عنيف استمر أياماً. لكن المرصد ولديه مصادر عديدة داخل سورية لم يورد مزيداً من التفاصيل كما لم يرد تعليق فوري في وسائل الإعلام الحكومية السورية. وتعمل فرق من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في سوريا لنزع أسلحتها الكيماوية، وقالت إن فرقها لم تتمكن من الوصول إلى موقعين للتفتيش بسبب خطورتهما. ولم تحدد المنظمة الموقعين لكن مصدراً مطلعاً على أعمالها قال إن أحدهما في السفيرة التي تقع جنوب شرقي حلب. وقالت المنظمة إن موقع الأسلحة الكيماوية نفسه كان تحت سيطرة الحكومة لكنه أخلي من معداته بسبب القتال الدائر قربه.