اهتز الوضع الأمني في طرابلس (شمال لبنان) أمس، لبعض الوقت بسبب تسجيل عمليات قنص في شارع سورية أحد محاور التقاتل بين جبل محسن وباب التبانة في المدينة. ورد الجيش المنتشر في المحيط على مصادر القنص الذي أدى إلى إصابة المواطن حسام الدين عبود بطلق ناري في الصدر وحالته حرجة جداً. وسجل سقوط رصاص على أوتوستراد طرابلس الدولي، خصوصاً عند مستديرة نهر أبو علي واعتبر سلوكه خطراً. كما سجلت اشتباكات رشاشة في محور طلعة العمري. وبالموازاة بقيت «محاور التراشق السياسي» على حالها على خلفية استدعاء فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي رئيس الحزب «العربي الديموقراطي» علي عيد للاستماع إليه في الانفجاريين الإرهابيين اللذين استهدفا طرابلس. القضاء العسكري ويتجه القضاء العسكري إلى إصدار مذكرة إحضار بحق علي عيد بعدما أعلن رفضه المثول أمام فرع المعلومات للتحقيق معه حول «تفجيري طرابلس» والمعلومات التي أدلى بها سائقه الموقوف أحمد علي محمد لجهة تأمينه فرار أحمد مرعي المطلوب في القضية بناء على طلب عيد المذكور. وذكرت مصادر قضائية أن القضاء يتريث في اتخاذ أي قرار أو إجراء قانوني بانتظار ما ستؤول إليه المساعي خلال الساعات المقبلة في شأن الاستدعاء، ملمحة إلى أن التحقيق مع الأخير يتعدى مسألة تهريب أحد المطلوبين إلى اكثر من ذلك، رافضة إعطاء المزيد من التفاصيل. وكان عيد عقد في منزله في حكر الضاهري - عكار مؤتمراً صحافياً في حضور أعضاء قيادة «حزب البعث» في عكار ومشايخ الطائفة العلوية ورؤساء البلديات. وقال إنه تلقى اتصالاً من ضابط في فرع المعلومات في عكار، وقال إنه «يجب علي المثول أمام القاضي صقر صقر اليوم (أمس)، فقلت له أنا مريض، فقال لي إن عليه التبليغ، وفوجئت بأن المسألة أخذت حجماً مخيفاً في الإعلام غير مقبول أبداً. فقصة أحمد محمد علي وهو سائقي عندما طلبته مخابرات الجيش قلت فليكن، بقي عند مخابرات الجيش ثلاثة أيام وحوّل إلى القاضي صقر الذي حوّله إلى فرع المعلومات وهذا أمر مستغرب. وعندما أرسلت له محامياً، قيل للمحامي إنه لا يحتاج إلى محام، لأنه غير متهم، لكن صقر قال إنه يريد تسليمه إلى فرع المعلومات فعرفت أن هناك تركيبة». وأكد عيد في مؤتمره أنه «جندي صغير عند الرئيس بشار الأسد». ونفى أن يكون الموضوع له «علاقة بالتبانة والجبل»، معتبراً أن «المقصود من هذا العمل «إحداث فتنة». وأكد أنه «إذا ثبت بعد التحقيق أن من تم توقيفهم مذنبون، مستعدون لأن نطالب بإعدامهم في ساحة عبدالحميد كرامي، وإذا ثبت أيضاً تورط الحزب العربي الديموقراطي فنحن مع حله»، رافضاً «ممارسة الضغط والقوة». وشدد على أن «الطائفة العلوية هي أساس طرابلس»، متحدياً «من يسمون بزعران المحاور» وحمل على فرع المعلومات. وفي المقابل، أكد عضو كتلة «المستقبل» النيابية محمد كبارة في حديث إذاعي، أن «العصابة الموجودة في جبل محسن التابعة للنظام السوري متورطة بتفجيري طرابلس». ولفت إلى أنه «منذ يومين أوقفت مخابرات الجيش من هرّب المتهم الرئيسي بتفجيري طرابلس، وهو قال إن علي عيد طلب منه نقل المتهم بالتفجيرين من طرابلس». بلامبلي ومواكبة لما يجري في طرابلس، انتقل ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي إلى المدينة وجال على كل من وزير الشباب والرياضة في حكومة تصريف الأعمال فيصل كرامي ورئيس «لقاء الاعتدال المدني» النائب السابق مصباح الأحدب والمفتي الشيخ مالك الشعار. وقال بلامبلي في تصريح بعد لقاء كرامي: «إنها أول زيارة لي بعد جولة العنف والقتال الأخيرة، وأود أيضاً أن أتفقد الأعمال المتعلقة بالأمم المتحدة في طرابلس وأن أطمئن على أحوال العاملين فيها. ونتمنى أن نرى حلولاً لهذا العنف الدائم الذي تعانيه المدينة». وقال كرامي إنه شرح له «كم هو الوضع في طرابلس دقيق وخطر وله تداعياته على كل لبنان. وتطرقنا إلى موضوع اللاجئين السوريين وحمل طرابلس الكبير». وقال إنه شدد على «أن لا خيار لدينا كطرابلسيينولبنانيين إلا الدولة ومؤسساتها وعلى رأسها الجيش والأجهزة الأمنية. ولا يجوز أن نشكك بدور المؤسسات الأمنية والقضائية». وعن استدعاء عيد للتحقيق معه، تمنى على «الجيش والقوى الأمنية أن تأخذ الأمور بجدية أكبر». سائلاً: «من أين يأتي كل هذا السلاح؟ وكل المال الذي يستثمر لتبقى المعارك مفتوحة؟». وقال بلامبلي بعد زيارته المفتي الشعار: «رحبت بالدور الذي لطالما أداه في العمل على تعزيز المصالحة والهدوء في طرابلس. وان سكان طرابلس يستحقون حياة كريمة وآمنة ومستقرة مثل جميع سكان لبنان، ولا يجوز السماح باستمرار الوضع الحالي».