أعلن وزير الداخلية الصومالي عبدالكريم حسين جوليد أمس، مقتل قائد «العمليات الاستشهادية» في «حركة الشباب» إبراهيم علي عبدي الملقّب ب «أنتا أنتا»، في غارة شنتها طائرة أميركية من دون طيار جنوب البلاد مساء الاثنين. وقال جوليد لإذاعة مقديشو إن علي عبدي القيادي البارز في الحركة المرتبطة بتنظيم «القاعدة»، «لعب دوراً كبيراً في مقتل مدنيين أبرياء وسيسمح مقتله بإعادة السلام»، مشيراً إلى أن أجهزة الاستخبارات الصومالية كانت تقتفي أثره منذ فترة طويلة. ويوصف علي عبدي بأنه خبير المتفجرات الرئيسي في «حركة الشباب» ومختص في تحضير السيارات المفخخة والسترات الناسفة التي يرتديها الانتحاريون. ويعتقد أنه لعب دوراً بارزاً في الهجوم الذي شنه مقاتلو الحركة على مجمع «ويست غيت» التجاري في العاصمة الكينية نيروبي في 21 أيلول (سبتمبر) الماضي. ولم يعط الوزير الصومالي أية تفاصيل حول الغارة، لكنه لمح إلى علم السلطات بها مسبقاً، فيما أكد مسؤول أميركي طلب عدم كشف اسمه، أكد أول من أمس، أن الغارة شُنّت جنوب مقديشو. ونقل مراسل صحيفة «دايلي تلغراف» البريطانية في مقديشو عن شهود أن هدير الطائرة سمع في الأجواء، قبل أن يسمع دوي الانفجار الناجم عن صاروخ دمر السيارة التي كان يستقلها «أنتا أنتا» مع رفيقين له، قرب مدينة جيليب في منطقة جوبا الوسطى على بعد حوالى 350 كلم جنوب مقديشو. وأفيد بأن الغارة أسفرت عن مقتل «أنتا أنتا» ورفيق له فيما جرح الراكب الثالث. وتشن طائرات أميركية من دون طيار بانتظام منذ سنوات، غارات على المتشددين في الصومال. وأقر البيت الأبيض عام 2011 بوجود قاعدة للطائرات الأميركية من دون طيار في إثيوبيا لكنه نفى أن تكون هذه الطائرات مسلحة. ويؤكد موقع «غلوبال سيكيوريتي» الإلكتروني المختص، أن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) تطلق طائرات من دون طيار من جيبوتي المحاذية للصومال والمواجهة لليمن في الضفة المقابلة من خليج عدن، بهدف تعقب مسؤولي «القاعدة» في المنطقة وتصفيتهم. وشنت القوات الخاصة التابعة للبحرية الأميركية في نهاية تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، غارة على ميناء براوي الصومالي، من دون أن تتمكن من إصابة القيادي في «الشباب» المستهدف، وهو كيني من أصل صومالي يدعى عبدالقادر محمد عبدالقادر ويلقب ب «عكرمة». ويوصف «عكرمة» الذي ما زال مصيره مجهولاً، بأنه أحد قياديي المقاتلين الأجانب في الصومال، وتتهمه واشنطن بأنه على علاقة بناشطين في «القاعدة» قُتلوا منذ ذلك الحين وكانوا خلف التفجيرين اللذين استهدفا السفارتين الأميركيتين في كينيا وتنزانيا عام 1998. ولا يزال مقاتلو «الشباب» يسيطرون على مناطق ريفية شاسعة في الصومال، على رغم أنهم هُزموا عسكرياً وأُرغموا منذ آب (أغسطس) 2011 على التخلي تدريجاً عن معاقلهم في جنوبالصومال ووسطها، لكنهم ما زالوا يشكلون خطراً كبيراً في هذا البلد. وأعلنت الحركة مسؤوليتها بصورة خاصة عن الهجوم الضخم على مجمع «ويست غيت» في نيروبي حيث قامت وحدة مسلحة إسلامية بمهاجمة المركز ولم يقتل عناصرها إلا بعد معارك استمرت 80 ساعة. وأوقع الهجوم 67 قتيلاً. وتعاني الصومال من الفوضى منذ سقوط نظام الرئيس سياد بري عام 1991.