كشف وزير الداخلية التونسي لطفي بن جدو عن وجود «تهديدات إرهابية جدية» تستهدف العملية الانتخابية التي تشهدها البلاد منذ أكثر من شهر، فيما تتواصل الحملة الانتخابية للاستحقاق الرئاسي المقرر في 23 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري. وأكد بن جدو خلال مؤتمر حول مكافحة التعذيب أمس، أن بلاده «تواجه تهديدات جادة»، خصوصاً في الجبال المحاذية للحدود الجزائرية في محافظات جندوبة والكاف والقصرين شمال غربي البلاد. وقال إن «الوحدات الأمنية والعسكرية رصدت أخيراً تحركات لمجموعات مسلحة في الجبال الحدودية مع الجزائر»، مشيراً الى أن هذه التحركات تهدف إلى إحداث الفوضى في البلاد وإفشال الانتخابات الرئاسية. وشدد بن جدو على أن وحدات الجيش والشرطة والحرس الوطني (الدرك) «في حالة تأهب قصوى للتصدي لهذه المجموعات الإرهابية»، مضيفاً أن قوى الجيش والأمن «ستؤمّن الانتخابات الرئاسية بإحكام مثلما فعلت في الانتخابات البرلمانية». وكان بن جدو حذر أن الأوضاع الأمنية في ليبيا وسورية «تشكّل خطراً حقيقياً على تونس بخاصة مع بروز جماعات إرهابية مثل تنظيم داعش، ومنطقة درنة (الليبية) على وشك أن تصبح إمارة إسلامية»، مشيراً إلى أن بلاده مستعدة للوقاية من الجهاديين العائدين من سورية. في سياق آخر، تواصلت الحملات الانتخابية التي تشهد تنافساً كبيراً بين المرشح الأبرز للتيار العلماني، رئيس حركة نداء تونس الباجي قائد السبسي ومرشحين آخرين أبرزهم الرئيس المنتهية ولايته محمد المنصف المرزوقي الذي يسعى للفوز بولاية ثانية. ويجري المشاركون في السباق الرئاسي لقاءات انتخابية ميدانية في المحافظات للقاء الناخبين مباشرةً والاستماع إلى مشاكلهم. وتناقلت مواقع إخبارية تونسية معلومات عن إجراء قيادات من «نداء تونس» مشاورات مع المرشح المستقل منذر الزنايدي (آخر وزير صحة في العهد السابق) للنظر في إمكان انسحابه لصالح السبسي. ويعتبر مراقبون أن هذه المشاورات لن تتم بسهولة، خاصة مع تمسك الزنايدي (المحسوب على النظام السابق) بترشحه. من جهة أخرى، استبعد مرشح «الجبهة الشعبية» (تحالف اليسار والقوميين) للانتخابات الرئاسية حمة الهمامي حسم السباق الرئاسي من الدور الأول، معتبراً أن «الخريطة السياسية والمشهد الانتخابي سيحتم علينا المرور الى الدور الثاني للحسم النهائي».