ستطلق الوكالة الأميركية للطيران والفضاء (ناسا) في 18 تشرين الثاني (نوفمبر) المسبار الفضائي «مافن» الذي سيتجه الى كوكب المريخ حيث سيدرس الأسباب التي أدت الى اختفاء الغلاف الجوي للكوكب الأحمر. وسيدور المسبار في مدار المريخ لدرس الغلاف الجوي الأعلى وطبقة الايونوسفير (او الغلاف الأيوني)، اضافة الى التفاعلات التي تجري مع اشعة الشمس والعواصف الشمسية، كما قال مسؤولون في المهمة في مؤتمر صحافي عقد أمس. وقال بروس جاكوسكي العالم المتخصص في الكواكب في جامعة كولورادو والمسؤول العلمي عن المهمة: «سيساعدنا المسبار «مافن» على فهم التاريخ المناخي لكوكب المريخ، وهذا الأمر متصل بشكل وثيق بتاريخ الحياة عليه». وقال جون غرانسفيلد نائب مدير «ناسا» والمسؤول عن الرحلات العلمية إن «مهمة «مافن» هي خطوة مهمة على طريق فهم البيئة المريخية في الماضي والحاضر». وكان كوكب المريخ في ما مضى ذا غلاف جوي أكثف مما هو عليه الآن، ما سمح بوجود المياه السائلة على سطحه، لكن تغيراً مناخياً طرأ على الكوكب أطاح غلافه الجوي، وفق ما يعتقد العلماء. ومن شأن الأبحاث التي سيقوم بها «مافن» ان توضح اثر تبدد الغلاف الجوي للمريخ على سطحه. وسيطلق المسبار الذي يبلغ وزنه 2.45 طن في صاروخ من طراز «أطلس-5» من قاعدة كايب كانافيرال في فلوريدا عند الساعة 17.28 ت.غ. من يوم 18 تشرين الثاني، وتستمر مهمته سنة كاملة. ويتوقع ان يدخل المسبار الى مدار المريخ في أيلول (سبتمبر) من العام المقبل. بعد ذلك يعمل على مدى خمسة أسابيع على ضبط أجهزته، قبل ان يسبح في مدار بيضوي حول المريخ يتيح له جمع معلومات من ارتفاعات مختلفة عن السطح تراوح بين 150 وستة آلاف كيلومتر. وتعد هذه المهمة الثانية ضمن برنامج «سكاوت» الأميركي الذي يتضمن مشاريع منخفضة الكلفة نسبياً لدرس المريخ. ولا تتجاوز تكاليف هذا المسبار 500 مليون دولار.