أكد وزير المال العراقي هوشيار زيباري ل»الحيا»، في اتصال هاتفي من لندن أمس أن لقاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز الرئيس فؤاد معصوم كان «ناجحاً»، مشدداً على أن لدى البلدين الرغبة في طي صفحة الماضي والبدء بمرحلة جديدة من العلاقات. وأشادت الأوساط السياسية والدينية في العراق بزيارة معصوم الرياض، واعتبرتها «خطوة في الإتجاه الصحيح». وأشار زيباري إلى أن الجانب العراقي طرح على القيادة السعودية ملف إعادة فتح سفارة المملكة وقال:»اتفقنا مع السعوديين على إرسال وفد من الرياض لتفقد الوضع الأمني، ومن ثم البت في أمر افتتاح السفارة»، مؤكداً أن اللقاءات مع المسؤولين السعوديين كانت ناجحة، وبحثت في «تنسيق الجهود لمكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الإستخباراتية، والحرب على التطرف والإرهاب وتنظيم الدولة داعش في المنطقة، وبحثنا في قضايا عدة، ولكن المحور الرئيسي في الزيارة كان لتطبيع العلاقات بين البلدين في هذه الظروف، والتشديد على أن لا بد من تجاوز المرحلة السابقة والإنطلاق لمرحلة الجديدة». وعن ملف السجناء السعوديين في العراق قال:» بحثنا في هذا الملف، وكذلك في قضية السجناء العراقيين في السعودية، وهناك تفاهم للتنسيق بين وزارتي العدل بين البلدين لحله». وكان معصوم التقى أمس، عدداً من السفراء العرب لدى السعودية، وأكد لهم رغبة بلاده في «تمتين العلاقات مع دول الجوار والتقدم بها لما يخدم المصالح المشتركة»، مشيداً بلقاء خادم الحرمين الشريفين والمحادثات التي تمت خلاله. وأدى والوفد المرافق، مناسك العمرة. وكان في وداعه لدى مغادرته القاعدة الجوية في الرياض ظهر أمس، ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء المستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين الأمير مقرن بن عبدالعزيز، وعدد من كبار المسؤولين. في بغداد، نقل معصوم عن خادم الحرمين الشريفين تأكيده «حرص بلاده على وحدة العراق والاستقرار فيه وأهمية علاقات الاخوّة معه»، وأن «البلدين لهما مستقبل واحد يتطلب البدء بالتنسيق في مجالات عدة». في المقابل، اكد معصوم ان «التاريخ المشترك والجوار والاخوة بين العراق والمملكة العربية السعودية تملي علينا ان نعمل من اجل ان تكون العلاقات متطورة وجيدة سيما ان البلدين وسائر دول المنطقة تواجه عدواً مشتركاً هو الارهاب». واوضح ان «الوفد الذي يزور المملكة يمثل اطيافاً أساسية من المكونات» العراقية. ونقل البيان عن العاهل السعودي انه أثنى خلال اللقاء «على المواقف الرشيدة لسماحة (المرجع الديني) السيد السيستاني، معرباً عن التمنيات في مزيد من الوحدة والتماسك بين العراقيين بمختلف مكوناتهم». والتقى الرئيس العراقي والوفد المرافق له امس وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل، وتم تبادل الآراء في المساعدات التي قدمتها وستقدمها المملكة الى العراق. كما التقى معصوم امس ايضاً نائب وزير الداخلية السعودي عبدالرحمن الربيعان، وجرى التأكيد خلال اللقاء بحسب بيان عن مكتب معصوم، أهمية «تفعيل التعاون والعمل المشترك وتبادل المعلومات، بين الجهات ذات الاختصاص في البلدين الشقيقين في قضايا محاربة الإرهاب وتجفيف منابعه». الى ذلك عبّر المرجع الشيعي محمد اليعقوبي، امس، عن تفاؤله بزيارة معصوم وأمله بمساهمتها في حل المشاكل العالقة، ولو تدريجاً». وقال في بيان انه استقبل معصوم قبل توجهه الى الرياض، واكد على أن «الأجواء الإيجابية التي سادت العلاقات بين البلدين بعد التغييرات السياسية الأخيرة في العراق تساعد على تقريب مسافة الحل». واضاف ان «الرئيس ذهب مستنداً الى اجماعٍ من القوى السياسية وتأييدٍ من المرجعية الدينية في النجف حيث ينطلق منها الى المملكة العربية السعودية لإيصال هذه الرسالة، مع حصول القناعة المشتركة لدى قيادة البلدين أن خطر الإرهاب والتكفير يهدد الجميع على حدٍ سواء». من جهته قال النائب عن «التحالف الوطني» أحمد صلال البدري، ان زيارة معصوم خطوة جيدة «لذلك لا بد من أن نغيّر سياساتنا لطي صفحة الماضي من خلال فتح آفاق التعاون بين البلدين».