أكد الروائي والكاتب الصحافي عبدالله بن بخيت أن هناك فارقاً كبيراً بين العمل التلفزيوني وبين الرواية. «الأول، العمل التلفزيوني، يدخل كثيراً في تصنيف المتعة. الثاني، الرواية، يدخل ضمن تصنيف الفن». وقال إن التلفزيون «متعة العائلة والجلسة المسترخية، يقوم على التفرج المشروط أن انتباهك لا يتركز بالكامل على العمل. في أي لحظة ربما يحدث شيء من المقاطعة. أو تدخل في حوار مع من يجلس معك، وتتناقش معه فيفوتك جزء من النص النشط أمامك. الذين يصنعون هذا الفن يعرفون هذه الحقيقة، فيعتمدون على الموسيقى القوية والمشاهد المبهرة، وغيرهما من المؤثرات للاحتفاظ بانتباه المشاهد أكبر قدر ممكن». ابن بخيت، الذي تعرض له قناة «خليجية روتانا» هذه الأيام مسلسل «هوامير الصحراء»، وتدور أحداثه حول سطوة المال في يد طبقة فاحشة الثراء، على النقيض من أحداث روايته «شارع العطايف» التي تناولت واقع بعض الحارات البائسة، لفت إلى أن قراءة الرواية «تحتاج الانتباه كاملاً، السينما أقرب إلى الرواية في آلية استهلاكها من العمل التلفزيوني»، كاشفاً أن رواية «شارع العطايف» استغرق في كتابتها أكثر من أربع سنوات متواصلة» «وسنوات كثيرة قبلها تتحضر في وعيي. بينما لم يستغرق مني مسلسل هوامير الصحراء سوى أشهر عدة». وحول ما يبدو أنه تناقض بين العملين قال ل«الحياة»: «بالنسبة إلى التناقض بين هوامير الصحراء وبين شارع العطايف هو تناقض ظاهري. واقع العملين يكشف صميم الحياة، سواء أكانت حياة بائسين أم حياة أثرياء. كلاهما قلق على مصيره. كتبت هوامير وفي ذهني مجموعة أعمال عالمية مشابهة. مثل (Dynasty) و(dirty sexy money) والمسلسل الأميركي القديم (Dallas) وإلى حد ما فلم العراب». وأضاف أن الذهنية السعودية «لم تتعود على مثل هذه الأعمال، مثل هذه الأعمال تحتاج إلى ثقافة تلفزيونية ودرامية، تعتمد حركتها الدرامية على حركة المجموعة حتى البطل لا يقود الدراما. هذا العمل لا يتوافر على ما يسمى الميلودراما التي تعود عليها المشاهد الخليجي (التوتر والموسيقى الباكية والمواقف الحزينة والثنائية الساذجة) بطل خير وبطل شرير يتصارعان. (المخطط الآن أن نستمر في متابعة هذه العائلة، على مدى خمس سنوات مقبلة، كان الهدف أن يكون هوامير 80 حلقة أو أكثر، بما يشبه ال«سوب أوبرا»، لكن لعدم احتراف كثير من الممثلين والسيطرة على وقتهم، اكتفينا بأن نبدأ به في رمضان كمسلسل رمضاني، بمثابة حلقة تدريبية لذوق المشاهد». وأشار عبدالله بن بخيت إلى أن الذين أحبوا المسلسل «أكثرهم الذين درسوا في أميركا والذين تعلموا في الغرب، ومن تعود على مشاهد المسلسلات الأجنبية وهذا شيء طبيعي»، مؤكداً أن «الرواية شيء والعمل التلفزيوني شيء آخر تماماً، والفرق يطول شرحه». وحول ما إذا كان الأدباء السعوديون سينجحون لو انخرطوا في مجال كتابة الدراما، وهل هو راض عما قدمه في «هوامير الصحراء»؟ أجاب بأن الكتابة للتلفزيون «لا علاقة لها بالأدب ولا تدخل في دائرته، ولا علاقة لها باللغة الأدبية أصلاً. أما عن رضاي عما قدمته، فأقول نعم أنا راض عما قدمته، وسأكون أكثر رضاء في المستقبل، مع مجموعة الأعمال التي سأطلقها في حينها.