تفتتح صالات العرض في الجامعة الأميركية في بيروت، معرضها الفني الرئيس لهذه السنة، وعنوانه «جون كارسويل في أعمال مشرقية بالأسود والأبيض»، مساء 19 الشهر الجاري، في قاعة بنك بيبلوس للفنون في الحرم الجامعي. ومع أن حفلة الافتتاح ستقام في قاعة «بنك بيبلوس للفنون»، فإن المعرض سيستمر في القاعة ذاتها وفي متحف روز وشاهين الصليبي، في منطقة الحمرا قرب الجامعة. وستُفتح أبواب القاعة والمتحف أيام الثلثاء والأربعاء والخميس والجمعة والسبت بين الثانية عشرة ظهراً والسادسة مساءً، ويستمر المعرض حتى 25 شباط (فبراير) 2015. ويقدّم المعرض سلسلة من الأعمال الأحادية اللون (مونوكروم) التي أنتجها جون كارسويل، مؤرخ الفنون والفنان والمعلم والمستكشف والقيّم والباحث في فنون وثقافة الشرق الأوسط والأدنى والأقصى. ويبرز المعرض في المقام الأول، فن جون كارسويل، ويعرض بشكل ثانوي فقط كتاباته ومشاريعه العلمية أو تنظيمه للمعارض. والأعمال الفنية المعروضة هي سلسلة من الأعمال الأحادية اللون التي رسمها في ستّينات القرن الماضي، ومعظمها اعتمدت ألواناً صافية، بيضاء فقط، أو سوداء وبيضاء. وأنتجها كارسويل مدفوعاً بشغفه الخلاق خلال فصل الصيف الحار، في استوديوات الطابق الأعلى من مبنى نايسلي هول في الجامعة الأميركية في بيروت. تخرّج جون كارسويل عام 1951 من المعهد الملكي للفنون في لندن وبدلاً من أن ينغمس في عالم الفن البريطاني الذي ساده الواقعيون الاجتماعيون آنذاك، أبحر على قارب بخاري ودخل إلى منطقة الشرق الأوسط عبر ميناء بيروت. وخلال ما يقارب ستة عقود وحتى الآن، درس جون كارسويل هذه المنطقة مستلهماً، طيلة حياته، المستكشف الإسلامي القروسطى ابن بطوطة. وعوض أن يتتبع كارسويل طرق الحج المقدس، راقب عن كثب تنقّل الأفكار الفنية، وانتشار التيارات الثقافية داخل المنطقة وخارجها التي أعطت العالم أقدم حضاراته العظيمة. واهتم كارسويل بفن الهلال الخصيب وثقافته وتاريخه. وقاده هذا الاهتمام إلى أماكن ومراكز مختلفة: من الحفريات الأثرية في تركيا، والأردن، وسورية وفلسطين، إلى تدريس الفنون الجميلة في الجامعة الأميركية في بيروت، ومن ثم إلى اقتفاء خُطى المستكشفين الغربيين الأوائل في آسيا الوسطى، وإلى منصب قيّم المعهد الشرقي، ومدير متحف سمارت في جامعة شيكاغو، وبعد ذلك انتقل إلى لندن حيث أصبح مدير الدائرة الاسلامية والجنوب آسيوية في دار سوذبيز للمزادات، في لندن.