أكد أمير المنطقة الشرقية سعود بن نايف بن عبدالعزيز بأنه تم القبض على الشبان المتورطين في ما رصد أخيراً من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، ووسائل الإعلام المتعددة من مقطع فيديو لتصرفات غير لائقة بدرت من مجموعة من الشبان تجاه عدد من الفتيات في أحد المجمعات التجارية بالمنطقة. وقال خلال استقباله أمس (الإثنين) في المجلس الأسبوعي بمقر الإمارة أمراء ومسؤولين وأهالي من المنطقة الشرقية: «تم القبض على جميع من شارك في هذا العمل المشين، وهناك اثنان منهم خارج المنطقة، ويجري العمل على إحضارهما لاستكمال التحقيقات وإحالتهم إلى الجهات الشرعية لتقرر في حقهم ما يستحقون من عقاب رادع حتى لا تتكرر مثل هذه الأمور المستغربة على مجتمعنا وأبنائنا الذين خرجوا في هذا الشكل الذي لا يرضاه أحد، ولا يقبله أي إنسان، ورجال الأمن كانوا على مستوى المسؤولية وواصلوا العمل ليلاً ونهاراً إلى أن تمكنوا من التعرف والاستدلال على هؤلاء العابثين». مضيفاً: «الجميع في يد العدالة الآن وسيأخذ العدل مجراه». وكانت شرطة المنطقة الشرقية تمكنت من توقيف 5 من الشبان المتهمين في قضية «التحرش» بفتيات داخل مجمع تجاري «شهير» في مدينة الخبر. وأحالتهم إلى هيئة التحقيق والادعاء العام. فيما يتواصل البحث عن اثنين آخرين موجودين خارج الشرقية، بالتنسيق مع الشرطة في منطقتهم، لتقديمهم إلى التحقيق. ولم تكشف شرطة الشرقية، عن المنطقة التي يقيم فيها الآخران، إلا أن مصادر رجحت أن يكون تم «توقيفهم أمس، أو أن أجهزة الأمن في طريقها لتوقيفهم». وعلمت «الحياة» من مصادر خاصة، أن بعض الشبان الذين أوقفوا «طلاب»، والآخرون «موظفون»، وتتراوح أعمارهم بين 20 إلى 25 سنة، وتم توقيف المتهمين الخمسة مساء أول من أمس في وقت واحد، تفادياً لهروب بعضهم، وذلك بعد توافر جميع المعلومات عن أسمائهم والمركبات التي يستقلونها، وكذلك أماكن وجودهم. وجاءت عملية توقيف المتورطين في القضية، التي أثارت الرأي العام في المملكة، إثر صدور توجيهات «عليا» من قبل أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف، الذي وجّه بتشكيل «فريق عمل»، بقيادة مدير شرطة الشرقية اللواء غرم الله الزهراني. وعملت الأجهزة الأمنية في المنطقة الشرقية، على تحليل مقطع مصور، يظهر نحو 15 شاباً، تحرشوا بخمس فتيات داخل المجمع، وطاردوهن حتى مواقف السيارات، وسط ترديد كلمات «نابية» و«خادشة». فيما أظهر المقطع اشتباكات بالأيدي بين الفتيات وبعض الشبان، قبل أن تبادر إحداهن إلى تسديد «ركلة» لأحدهم. وأكدت شرطة المنطقة الشرقية، على لسان المتحدث باسمها المقدم زياد الرقيطي، في تصريح صحافي أمس، أن «مثل تلك التصرفات غير اللائقة، لا يمكن التغاضي عنها، وسيكون التعامل معها بحزم». ودعت شرطة الشرقية، الشبان والفتيات إلى «الالتزام بالآداب العامة واحترام تعاليم ديننا الحنيف، وتقاليد هذه البلاد الطاهرة». وأشار الرقيطي، إلى أن فريق العمل الذي كُلف في تحليل مقطع الفيديو، الذي تبلغ مدته دقيقة و50 ثانية، «يضم نخبة من أفضل المختصين في الجرائم الإلكترونية، وأسهم من قبل في حل عدد من هذه القضايا»، موضحاً أن الفريق «بذل جهوداً كبيرة في تحليل مقطع الفيديو. كما استعان بأشرطة كاميرات المراقبة التابعة للمجمع. وقام بتحليل المقطع وجمع المعلومات في وقت قياسي. إلى أن تم التوصّل إلى هويات جميع الشبان في المقطع، وتم بعدها وضع خطة «محكمة» لتوقيفهم في وقت واحد، تفادياً لهروب أي منهم، وهو ما تم بالفعل. إذ تم توقيفهم وإيداعهم السجن، تمهيداً لعرضهم على هيئة الادعاء والتحقيق العام، للتحقيق معهم». وأحدث المقطع ردود فعل «غاضبة»، فور انتشاره في مواقع التواصل الاجتماعي. فيما تم إنشاء «وسم» (هاشتاق) خاص بالحادثة، طالب من خلاله المغردون، ب «معاقبة الشبان الذين قاموا بالتحرش، والتلفظ على الفتيات في مكان عام، والتشهير بهم»، إضافة إلى مطالبة الجهات الأمنية ب «ردع مثل هذه الأفعال، وتقديم المتهمين إلى المحاكمة». فيما طالب قانونيون سعوديون، بسن «قوانين صارمة تحدّ من انتشار ظاهرة التحرش»، مؤكدين أن هذه القضايا «بدأت في التزايد، في شكل كبير خلال الفترة الماضية»، عازين ذلك إلى «عادات المجتمع السعودي وتقاليده، وكذلك تعامله السيء مع هذه النوعية من القضايا». وطالبوا بإنشاء «محاكم مختصة في تلقي بلاغات التحرش».