أطلقت «طاولة حوار المجتمع المدني» أمس بالتنسيق مع نقابات وجمعيات اقتصادية واجتماعية، «الحملة الوطنية لاعادة احياء النظام الديموقراطي من أمام المتحف الوطني في بيروت، «وبالتكافل والتضامن مع المتضررين من الفراغ الشامل الحاصل في السلطة التنفيذية، ورفضاً لمنطق الفراغ في الدولة اللبنانية، واحتجاجاً على المماطلة والتسويف في تشكيل الحكومة، والتمديد للمجلس النيابي، وعدم إقرار قانون انتخابات حديث وتراكم الملفات الخلافية». وتخلل الحفل مداخلات مباشرة لرؤساء الطوائف اللبنانية. وشدد البطريرك الماروني بشارة الراعي في كلمته، على «ضرورة تشكيل حكومة جديدة على مستوى التحديات ووضع قانون انتخاب جديد ملائم وإجراء الانتخابات النيابية والتحضير للانتخابات الرئاسية بموعدها الدستوري وانتخاب رئيس جمهورية جديد». وقال: «هكذا نعود فنعيش النظام الديموقراطي ونتغلب على الصعاب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي نعيشها في الشرق الأوسط». ورأى الراعي أنّ «الشعب بدأ يتحرك، خصوصاً أنه لغاية الآن ما زال يعطي ثقته للسياسيين الذين لا يحركون ساكناً»، وأوضح أنه «لا يحق للمسؤولين بعد اليوم أن يصموا آذانهم عن صوت الشعب الذي منه سلطتهم ومبرر وجودهم»، مشيراً إلى أنّ «الشعب هو مصدر السلطات ولا ينسى المسؤولون السياسيون أن وكالتهم من الشعب وأتمنى أن يسمعوا صوت الشعب». وزاد: «ليس بتعطيل البلد وبترك البلاد وكأن لا راعي لها ولا قائد، نتحضر للحدث التاريخي المقبل بعد سبع سنوات وهو مئوية لبنان المستقل بعد سنوات عدة. نحن معكم أيها الواقفون أمام المتحف في رسالتكم وفي مطلبكم». وأشار مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني إلى أن «السياسة تحولت إلى سياسة المحاور العسكرية في التقاتل المتنقل من منطقة إلى أخرى حتى أصبح اللبنانيون فريسة الجوع والمرض والتجويع». ورأى أن «الخطر الدائم على لبنان بدأ يتحرك بشكل قوي وأصبحنا نسمع عن الفراغ في المؤسسة الرئاسة الأولى»، داعياً رئيس الجمهورية ميشال سليمان إلى أن «يسارع إلى اتخاذ قرار إنقاذي وتشكيل حكومة جامعة تؤمن حاجات اللبنانيين قبل أن تجتاح الأحداث في المنطقة لبنان»، ومحملاً إياه مسؤولية المبادرة إلى «اتخاذ قرار إنقاذي ليخلص لبنان وينقذ شعبه». وأكد نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان أن «المسؤولية ملقاة على الجميع»، وزاد: «علينا أن نعمل لإنقاذ لبنان، فلبنان لكلّ أهله ولكل المتواجدين فيه ومصلحة استقراره فوق كل اعتبار. وعلينا أن نبادر بسرعة إلى تشكيل حكومة جامعة وأن نصغي لمبادرة رئيس المجلس النيابي نبيه بري والعودة إلى المجلس وحل المشاكل بالمؤسسات الدستورية ونبدأ بإنتاج قانون انتخابي جديد، وتنظيم النزوح السوري إلى لبنان». وأوضح قبلان أن «المطلوب أن يهب الشعب اللبناني إلى التعاون والرعاية لإنقاذ لبنان من كل ورطة وكل مشكلة». وقال: «كونوا يداً واحدة واعملوا لمصلحة الوطن والله ينصركم إن نصرتم أهلكم وبلادكم وحافظتم على هذه البلاد لتبقى أمة واحدة ويداً واحدة». ودعا شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن في كلمته أيضاً السياسيين إلى «تشكيل حكومة جامعة وطنية بأسرع وقت ممكن لأن ذلك من واجبهم، بالإضافة إلى العودة للمجلس النيابي من أجل عودة العمل التشريعي، ومنع التدهور الأمني ودعم الجيش اللبناني، والالتفات إلى قضايا الناس المعيشية والحياتية». ولفت إلى أن «مؤشر تاريخ لبنان يدل على أنه كل ما استجابت الطوائف اللبنانية إلى نداء الوطن ربحته، وكل ما استجابت إلى العصبية الطائفية خسرت لبنان».