أطلع الرئيس المكلف تشكيل الحكومة اللبنانية العتيدة تمام سلام رئيس الجمهورية ميشال سليمان امس، على خلاصة المشاورات النيابية غير الملزمة التي أجراها على مدى يومين مع الكتل والنواب المستقلين في شأن التأليف. وبحث الجانبان، وفق بيان صادر عن المكتب الإعلامي في رئاسة الجمهورية في «التوجهات المستقبلية على صعيد تأليف الحكومة». وقال سلام في تصريح بعد اللقاء: «التركيز على تأليف الحكومة، وبالتالي سنطفئ المحركات حتى نستطيع التركيز وإعطاء نتيجة طيبة، وطبعاً هاجسنا التوجه الى كل اللبنانيين بما هو على مستوى آمالهم وطموحاتهم في هذه المرحلة حتى نستطيع إراحة البلد». وعن التزامن بين قانون الانتخاب وتشكيل الحكومة، اكتفى سلام بالقول: «قررنا إطفاء الموتورات وعليكم تحملنا بلا كلام لأيام عدة». في غضون ذلك، وصل قانون تعليق المهل الذي اقرته الهيئة العامة للمجلس النيابي الى المديرية العامة لرئاسة الجمهورية بعدما وقّعه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ليحمل توقيع رئيس الجمهورية. واجتمعت سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى لبنان انجلينا ايخهورست مع سلام ووصفت اللقاء بأنه «كان رسمياً ومهماً جداً، وبحثنا في أولويات الرئيس المكلف وبرنامجه وفريق عمله ورؤيته للبلد والوقت الذي يتركه لنفسه لتحقيق مهمته، وسمعت منه كيف يعتزم أن يتقدم بهذه الملفات، ولا سيما أن اختياره تم بناء على عملية ديموقراطية بعد استشارات عكست دعماً كبيراً رحبنا به في الاتحاد الأوروبي، ونأمل بأن يستمر هذا الدعم لكل مهماته». وتمنت إيخهورست «أن يتمكن الرئيس المكلف من معالجة المسائل الرئيسة التي يواجهها لبنان اليوم، وهي الانتخابات النيابية والمسائل الاقتصادية وكيف يمكن دعم قضية اللاجئين السوريين في لبنان ومعالجة الوضع الأمني»، لافتة إلى أن «كل هذه المسائل في ذهن الرئيس المكلف، وأملنا بأن يتمكن من تشكيل فريق عمله بسرعة وأن يقدمه للشعب اللبناني، ونحن في الاتحاد الأوروبي ندعم الرئيس المكلف، وندعم معالجة القضايا بسرعة وندعم هذا البلد وشعبه». وأشارت الى ان سلام «يسعى ويريد أن يشكل فريق عمله في أسرع وقت ممكن». والتقى سلام في وقت سابق نائب «الجماعة الاسلامية» عماد الحوت ووفداً من مخاتير بيروت من الجماعة، وقال الحوت ان الوفد نقل الى سلام «احساس الناس بالتفاؤل بهذه المرحلة وأن لبنان يمكن ان يكون مقبلاً على مرحلة تفاؤل اذا صدقت نوايا التسهيل عند الجميع». ونقل عنه «حرصه على الأولويات وسعيه الى تشكيل حكومة غير موسعة من غير المرشحين للانتخابات ومن وجوه لا تشكل استفزازاً لأي فريق». الحريري: ندعم سلام وكان الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري شدد على ضرورة «إجراء الانتخابات النيابية في وقتها»، وقال بعد لقائه البطريرك الماروني بشارة الراعي ليل اول من امس في باريس: «لا يمكن أن يكون «تيار المستقبل» عثرة في وجه قانون انتخاب عصري، في مكان ما قبلنا بالقانون المختلط الذي يجمع بين الأكثري والنسبي، وقدمنا تنازلاً كبيراً جداً إذ قبلنا بموضوع النسبية، والآن الكرة في سلة الآخرين». وعن شكل الحكومة، قال ان سلام «يريد حكومة انتخابات وأعتقد أن هذا يفيد لبنان. ولدينا هدف أساسي في لبنان، أن تحصل انتخابات نيابية، ما حدا يغلّط في هذا الموضوع. وهو قال انه متنازل عن النيابة لتقوم الحكومة بإجراء الانتخابات. وأهمية هذه الحكومة أن تبقى في إطار حكومة انتخابات. وما يقرره الرئيس تمام سلام ندعمه». وعن مضمون البيان الوزاري وخصوصاً لجهة الخلاف الذي عاد يظهر حيال ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، شدد الحريري على ان «أهم شيء الشعب، والشعب يريد انتخابات». واذ اكد ان المحكمة الدولية «ماضية في طريقها، ومن قتل رفيق الحريري وسائر شهداء ثورة الأرز سيدفع الثمن، والترهيب للشهود عمل إجرامي». اوضح ان «أبوابنا لم تقفل يوماً في وجه أحد، و «حزب الله» مكون أساسي في البلد، كما هو «تيار المستقبل». لسنا ضد الحوار، إنما مع الحوار البناء الصادق الذي يوصل إلى نتائج مفيدة للبلد، وحاضرون لحوار بناء». وفي السياق ايضاً، جدد «النواب والشخصيات المسيحية المستقلة» دعمهم الرئيس سلام والعمل على تسهيل مهمته في تأليف حكومة من غير المرشحين قادرة على تحمل مسؤولياتها في إدارة شؤون البلاد، وخصوصاً إجراء انتخابات نيابية نزيهة وتفادي الوقوع في الفراغ الدستوري». وأعلن النواب الذين اجتمعوا في مكتب بطرس حرب «رفضهم لأي تمديد لولاية المجلس النيابي، ووجوب إجراء الانتخابات النيابية من دون تأخير من خلال العمل على إقرار قانون جديد للانتخابات النيابية في أسرع وقت ممكن، وضمن الفترة القانونية التي أقرها المجلس اول من امس»، داعين جميع القوى السياسية «إلى تقديم مصالح الدولة وحقوق المواطنين الديموقراطية على مصالحها الخاصة والالتزام بالمبادئ الديموقراطية ووحدة الوطن، بما يؤمن المناصفة الصحيحة للتمثيل ويتعارض مع طرح اللقاء الأرثوذكسي ومع مشروع اعتماد كل لبنان دائرة واحدة مع النظام النسبي، الذي يضرب حقوق المسيحيين في التمثيل والمناصفة الحقيقية». وجددوا «تمسكهم بالمبادئ الوطنية والديموقراطية التي قامت عليها ثورة الأرز، والتي جمعت مكوناتها، ورفضهم الانجرار إلى مناوشات أو صراعات جانبية قد تعرّض وحدة هذا التيار السيادي لمخاطر التصدع»، مذكرين «بأن أحد أهم ما جمع قوى ثورة الأرز الحرية والديموقراطية التي تحمي حق كل مواطن أو سياسي أو فريق في الاختلاف في الرأي مع الغير وإدارة هذا الاختلاف بلغة العقل والمنطق، بعيداً عن الأساليب التي يعتمدها بعض الفريق الآخر في 8 آذار باتهام وتخوين من يخالفهم الرأي». إشراك النساء في الحكومة وذكّرت «الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية» الرئيس سلام بضرورة «تعيين نساء في الحكومة المنوي تشكيلها». وفي رسالة وجّهتها الهيئة الى سلام، لفتت الى ان «موضوع مشاركة المرأة في الحياة السياسية مسألة تتعلق ببناء الديموقراطية وتحقق التنمية».