اعتبر الموفد الدولي الى سورية الاخضر الابراهيمي ان "الرئيس بشار الاسد يمكن ان يساهم في المرحلة الانتقالية نحو "سورية الجديدة" من دون ان يقودها بنفسه"، وذلك في مقابلة نشرتها الاثنين مجلة فرنسية. وقال الابراهيمي ان "الكثير من المحيطين به (الاسد) يرون في ترشحه (لولاية جديدة في العام 2014) أمراً محتماً. هو يرى الامر حقاً مكتسبا (...) انه يرغب بالتأكيد في انهاء ولايته الحالية"، وذلك في مقابلة اجريت معه في باريس ونشرها الموقع الالكتروني لمجلة "جون افريق" الاسبوعية. اضاف الابراهيمي "علمنا التاريخ انه بعد أزمة مماثلة (في اشارة الى النزاع السوري) لا يمكن العودة الى الوراء. الرئيس الاسد يمكنه اذا ان يساهم بشكل مفيد في الانتقال بين سوريا الماضي، وهي سوريا والده (الرئيس الراحل حافظ) وسورياه، وما اسميه الجمهورية السورية الجديدة". واعتبر الديبلوماسي الجزائري الذي وصل الاثنين الى دمشق ضمن جولة اقليمية في محاولة لجمع توافق حول مؤتمر "جنيف 2" لحل الازمة المستمرة منذ 31 شهرا، ان الرئيس السوري "كان شخصا منبوذاً" قبل الاتفاق حول السلاح الكيماوي السوري،"وتحول الى شريك" بعده، مضيفا "الا ان بشار لم يسقط ابداً ومهما يقول الناس، فهو لم تساوره الشكوك على الاطلاق، لا لجهة ما يحق له، ولا لقدرته على حسم الامور لصالحه". وأتى التصريح الاخير رداً على سؤال حول ما اذا كان الاتفاق الروسي الاميركي حول نزع الترسانة الكيماوية السورية، الذي تم التوصل اليه في ايلول/سبتمبر بعد تهديد بضربة عسكرية اميركية، قد ادى الى تعويم الأسد. وأبدى الابراهيمي حذره حول مشاركة المعارضة في مؤتمر "جنيف 2". وقال ان المؤتمر المزمع عقد في تشرين الثاني/نوفمبر "هو بداية مسار. نأمل في ان تتمكن المعارضة من الاتفاق على وفد ذي صدقية وقدرة تمثيلية. لا يجب ان تكون لدينا اوهام: لن يحضر الجميع. المرحلة اللاحقة لهذا المسار يجب ان تشمل اكبر عدد ممكن". ولم تتضح بعد المواقف النهائية للطرفين الاساسيين في النزاع من المؤتمر. فالنظام يبدي استعداده للمشاركة "من دون شروط مسبقة"، الا انه يرفض في الوقت نفسه محاورة "الارهابيين" (في اشارة الى مقاتلي المعارضة)، او البحث في مصير الرئيس الاسد. من جهته، يواجه الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة ضغوطاً دولية للمشاركة في المؤتمر، تقابلها خلافات داخلية حول الموضوع. كما اعلنت مجموعات مقاتلة بارزة السبت ان المشاركة "خيانة" تستوجب المحاكمة. واعتبر الابراهيمي، وهو الديبلوماسي الجزائري الذي عرف عنه توليه لمهمات مستحيلة، ان "ما يهدد سوريا ليس تقسيم البلاد. الخطر الحقيقي الذي يواجه هذا البلد هو نوع من "الصوملة"، يكون اطول واعمق مما رأيناه في الصومال".