تصاعدت موجة التنديد لدى المعارضة لترشيح الحزب الحاكم في الجزائر الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية رابعة، فيما بدا أن خيار مقاطعة الاستحقاق الرئاسي لا يلقى إجماعاً لدى خصوم بوتفليقة الذين اتفقوا على انتقاد تمسكه بالحكم على رغم وضعه الصحي المتردي، في حين رد الموالون بأن المعارضين يخشون مواجهة بوتفليقة في الانتخابات الرئاسية المفترض إجراؤها في نيسان (أبريل) من العام المقبل. وأعلن رئيس حزب «جيل جديد» وصاحب مبادرة الانتخابات الرئاسية المبكرة في الجزائر سفيان جيلالي، أن ترشيح الحزب الحاكم بوتفليقة لولاية رابعة «مشهد غير مسبوق ينم عن تصرف مجموعة تتحكم في مفاصل الدولة». وقال ل «الحياة» إن خطوة الموالاة ترشيح بوتفليقة «سلوك سياسي غير سوي بترشيح شخص لم يقل لشعبه السلام عليكم منذ شهور»، في إشارة إلى الوضع الصحي للرئيس. وأضاف أن «الوحيدين الذين يدعمون فكرة استمرار الرئيس، الذي لا نهاجمه لشخصه، هم المستفيدون من حمايته». وأصر رئيس «الجبهة الوطنية» الجزائرية موسى تواتي، على ترشحه للانتخابات الرئاسية في وجه بوتفليقة. وقال: «ربما سيكون الأمر (الانتخابات) محسوماً، لكني بترشحي سأزعج السلطة على الأقل». واعتبر تواتي أن «عدم الترشح وتفضيل سياسة المقاطعة يعني استقالة المعارضة من مسؤولياتها». ورداً على صحافيين ألحوا بسؤاله عن سبب ترشيحه على رغم أن النتيجة شبه محسومة، قال التواتي: «لماذا تريدون مني أن أستقيل سياسياً وأن أفرط في حقوقي السياسية والمدنية؟ الأمر يتعلق بمسألة نضالية، إنها ثقافة معارضة من الداخل، وعلى الأقل، نقول كلمة تزعج وتقلق». وبدأ حلفاء بوتفليقة بترويج فكرة «الاستمرارية» كسباً لأصوات الداخل، مع اقتراب موعد زيارة وزير الخارجية الأميركية جون كيري إلى الجزائر، في 6 و7 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، إذ يُشاع أن الهدف غير المعلن للزيارة هو جس نبض الجزائريين بشأن الانتخابات الرئاسيات التي يُفترض إجراؤها العام المقبل، والتعديل الدستوري. كذلك انتقد رئيس حركة «مجتمع السلم» عبد الرزاق مقري، الكلام عن إيجابيات فترة حكم بوتفليقة على الصعيد الاقتصادي وتقديمها كأساس لحملته لولاية رابعة. وقال إن «انتقاد حصيلة الرئيس، كانت بناءً على أرقام رسمية لمؤسسات وطنية وهيئات دولية». ورأى أن «حديث حاشية النظام عن إنجازات بوتفليقة لا يعدو كونه تباهياً بأرقام صمّاء لا يستطيع أي مسؤول الاختباء وراءها».