«حتى تجاعيد الوطن إلى كاتيا راسم تجهش شَامها، وتسألني عن الصديقة ال... ثكلت جنتين!» * كلما أوثقوه إلى شجرة فتية هَلكتْ شيئاً فشيئاً. ذات مرة قيدوه إلى شجرة «دوم» يابسة فشاخ في لحظات وجفت روحه. * المسّ الذي يسكنه يتلبّس الشجرة كما أسرّ لأهله سابرو علم الخفاء. في ليل مطير شرخ البرق جذع الشجرة فبكاها في نحيب واحد كل من في البيت. * الشجرة التي استمر أبي لسنوات يعدنا أنها البيت تراجعت عن النمو لتوقف أبي عن تكرار وعده، عندما رحل. * الرجل الذي خذله تأمين التقاعد ينظر إلى الشجرة. يفكر في عكاز. لا يعرف أن الشجرة تحتاج عكازاً من ماء قطعوه لاستنفار مرحلة الطوارئ. * لن أخجل من ملابسهم في البيت الذين بعيداً قالوا إنهم اتسخوا بخيانة الوطن، ولن أخسر الغسيل حين تجدُّ العاصفة... قالت الأم. كان المذياع يعدد أعداء البلاد بعد انتهاء الحرب الخاسرة. * الأب حين سمعهم في حماسة يؤكدون أن الوطن لن يخذل أكتافاً تحمل له الفجر... نظر إلى أطرافه الخشبية وتذكر: البلاد التي تُسمّي أعداءها كل يوم، لن يسنح الوقت لتسمية أبنائها الطيبين. * الحرب لا تهب الفرص، قال القائد، فعليهم ألّا يفوتوا أي فرصة لأجل شرف القضية. وهذا الجندي يتساءل: تُرى ما القضية التي سيدفعون لها فرص الحياة؟ * له بضع كلمات صارمة للوداع ولن ينكسر. أعدّ الحقيبة والقلب. راحل حتماً ولن يتراجع، لكن قريته تجهل الجهات ولا يعرف كيف يغادرها. * هذا المحارب، على غرار كل سنوات التحفز والحماسة، له عمر ينحني، والبندقية معلقة على كتفه، أما الحرب فمعلقة إلى إشعار آخر. * الرجل أم الوطن؟ وحدها الحرب - أي حرب - تُصيب المرأة بهذا الرعب... قال قلب الأم، وهي ترص كتف فتاها للنيل من الأعداء والعودة بكرامة الوطن وسقف البيت. * بينما يسّاقط ريش الحمام أمام قنص مبكر، والبيوت تتآكل على أهل ناقصين، كانت الزوجة تطمئن على خبزها وتترك الباب يرحب به... ذلك الذي قضى باسم البلاد. * الأرملة يصعب عليها رأب العائلة، وهي تسأل كيف للأب أن يغادر باسم يعرفونه، ثم يعود مصرّماً في الخشب وبرقم للتضحية لن يتذكره أحد.