يبدأ أمير قطر الجديد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني اليوم أول زيارة من نوعها الى الكويت تستمر يوماً في اطار جولة خليجية تشمل البحرين وسلطنة عمان والامارات ، وكانت السعودية أول بلد خليجي زاره بعد توليه مقاليد الحكم عقب تنازل والده الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني عن الحكم في حزيران / يونيو 2013، وعكست تلك الزيارة رسالة ذات دلالات أكدت اهتمامه بدعم العلاقات مع الرياض في المجالات كافة ، باعتبار أن السعودية تمثل ثقلا مهما لدول المنطقة والعالم العربي والاسلامي. وتؤشر جولة الشيخ تميم الخليجية التي تبدأ في الكويت الى تحرك "مدروس" يعطي اولوية أيضا للشأن الخليجي ، والعلاقات " التكاملية" بين دول مجلس التعاون الخليجي وفقا لمصادر متطابقة ، كما تأتي الجولة عشية القمة الخليجية المقبلة التي ستعقد في الكويت خلال الأشهر المقبلة، وتجيء هذه الخطوة في المحطة الكويتية لتعكس مؤشرات الى طبيعة العلاقات بين البلدين، خاصة أن أمير الكويت هو أول زعيم خليجي زار الدوحة لتهنئة أمير قطر الجديد فور الاعلان عن توليه الحكم. ويبدو واضحا من الجولة الخليجية للشيخ تميم أن مسائل التعاون الخليجي تحظى باهتمام في خارطة أولويات القيادة القطرية الجديدة، ما يؤشر الى " حرص على دعم علاقات التنسيق والتشاور في تحقيق وتعزيز التكامل بين الدول الست " وفقا لمصدر مطلع ،وخاصة أن قطر دولة مصدرة للغاز الطبيعي ، ما يعزز الدور الذي يمكن أن تلعبه في خارطة التعاون بين دول مجلس التعاون الخليجي، هذا فضلا عن مبادراتها السياسية حول قضايا عربية هي محل جدل وتباين في الرؤى في العالم العربي ، وتؤكد المصادر أن قضايا الاستقرار والأمن في الخليج ستكون ضمن "القضايا المهمة التي ستحظى بأولوية" أيضا في محادثات تميم مع القيادات في الدول الخليجية التي يزورها. وشددت المصادر على أن قضايا الساعة عربياً ودولياً ستكون ضمن القضايا المهمة التي سيبحثها الشيخ تميم في جولته الخليجية، وتأتي الأزمة السورية في صدارة المسائل الساخنة التي تحظى باهتمام قطري وخليجي ، وخاصة في ضوء تفاعلات جولة المبعوث الدولي الأخضر الابراهيمي الذي زار الدوحة في اطار جولته الحالية التي شملت دولا عدة في المنطقة ،وستشمل العاصمة السورية دمشق في اطار ما يتردد عن ترتيبات لعقد مؤتمر جنيف 2 لحل الأزمة السورية، ووسط تشديد من قوى المعارضة السورية على ضرورة رحيل الرئيس السوري بشار الأسد كشرط لحل الأزمة. وفي سياق كل هذه التفاعلات تؤكد المصادر أن دول مجلس التعاون الخليجي الست ستواصل دعمها لتطلعات الشعب السوري في سبيل الحرية والكرامة والاستقرار، ويشار الى أن وزراء خارجية دول المجلس كانوا نددوا في اجتماع عقد في وقت سابق بما وصف ب" المماطلة " التي تقوم بها بعض الدول في شأن الملف السوري، ووفقا للمصادر سيكون ملف العلاقات الخليجية الايرانية في ضوء التطورات الدولية محل بحث وتشاور، سواء في جولة الشيخ تميم الخليجية أو في اجتماعات خليجية ثنائية أو جماعية مقبلة.