تضررت مصانع الجلود السعودية من خفض عدد الحجاج هذا العام وارتفاع أسعار الأضاحي والمواشي عموماً، ما أدى إلى انخفاض الطاقة التشغيلية لمصانع الجلود بنسبة 30 في المئة مقارنة بالعام الماضي، وفق مستثمرين في قطاع الجلود في حديثهم إلى «الحياة». وأشار المستثمرون إلى أن عدد الجلود المتداولة يومياً في السعودية يبلغ 70 ألف، ويرتفع هذا العدد إلى 140 ألف في أيام الأضحى، وتبلغ نسبة الجلود المدبوغة المصدرة خارجياً 10 في المئة من إجمالي الجلود المدبوغة في المصانع. وأوضح رئيس لجنة الجلود في «غرفة تجارة جدة» ناصر باسهل أن كميات الجلود هبطت خلال موسم حج هذا العام بنسبة 30 في المئة، بسبب تقليص أعداد الحجاج، وارتفاع أسعار الأضاحي عموماً، ما انعكس على تراجع طاقة المصانع. وقدّر باسهل عدد الجلود المتداولة يومياً في السعودية بنحو 70 ألف، ترتفع إلى 140 ألف يومياً في موسم الحج، مشيراً إلى أن الجلود المدبوغة والمصدرة إلى الخارج تمثل 10 في المئة من إجمالي الجلود في المصانع، مشيراً إلى أن مصانع الجلود تواجه حالياً مشكلة نقل عملها إلى المدن الصناعية. من جهته، أوضح المستثمر في الصناعات الجلدية محمد الخيبري أن الأوضاع في سوق الصناعات الجلدية لا تفيد المصنع والتاجر سواء أكان سعودياً أم مستثمراً من الخارج، مشيراً إلى أنه على رغم أن كميات الجلود التي تتوافر يومياً تراوح بين 50 و70 ألف جلد على مستوى المملكة، إلا أن ما يصل إلى المصانع قليل جداً، وبعض المصانع تعمل بنصف طاقتها الإنتاجية. وأشار الخيبري إلى أن مشروع المملكة للإفادة من الهدي والأضاحي لا يتعامل مع الجلود في شكل ملائم، إذ إن العمالة التي تقوم بعملية الذبح تتعامل مع الجلود بطريقة لا يمكن الاستفادة منها لاحقاً، مؤكداً ضرورة أن يعي القائمون على المشروع أن الجلود استثمار جيد في حال المحافظة عليها ومعرفة كيفية التعامل معها. وبيّن أن هناك انخفاضاً في عدد الأضاحي بعد خفض عدد الحجاج من كل دولة بنسبة 20 في المئة، وانخفاض حجاج الداخل بنسبة 50 في المئة، ما أدى إلى تراجع كمية الجلود في موسم عيد الأضحى بنسبة 30 في المئة مقارنة بالأعوام الماضية، مشيراً إلى أن خفض عدد الحجاج وارتفاع أسعار الأضاحي والمواشي عموماً انعكس بالسلب على كميات إنتاج مصانع الدباغة التي يقوم كثير منها بتصدير الإنتاج إلى الدول الأوروبية والدول المنتجة للصناعات الجلدية في آسيا. أما المستثمر في قطاع الصناعات الجلدية عطا الصالح فوصف القطاع بأنه «غير منظم وغير مستغل»، وقال إن كثيراً من الجلود يتم رميها نتيجة الذبح الفردي للمواطنين، بينما يمكن استغلالها إذا تم تطبيق إجراء الذبح داخل المسالخ بصرامة. وأوضح الصالح أن موسم الحج يعتبر موسم سوق الدباغة في المملكة، إذ تحرص مصانع الدباغة في السعودية على التقيد بمواصفات الدباغة العالمية وفق مواصفات معترف بها عالمياً، وتعتبر الصين أكثر دول العالم المستوردة للجلود، وتصدر المملكة نسبة جيدة إليها. يذكر أن عدد مصانع الجلود المرخصة في السعودية وفق آخر إحصاء بلغ 13 مصنعاً، بإجمالي إنتاج 36856 طناً من جلود الضأن والبقر والماعز والإبل، وبلغت صادرات المملكة من الجلود بأنواعها المختلفة في آخر إحصاء 20457 طناً بقيمة 322 مليون ريال، وبلغ متوسط سعر الطن 15724 ريالاً. وتعتبر الدول العربية من أهم الدول التي تستورد الجلود من المملكة، تليها الدول الآسيوية غير العربية والإسلامية، وأخيراً تأتي الدول الإسلامية غير العربية والأفريقية. ويقدر حجم النمو في صناعة الجلود في السعودية بنسبة 10 في المئة سنوياً، ويساعد ذلك في خفض حجم التصدير إلى الخارج.