تعتزم وزارة التنمية الدولية البريطانية، التبرّع ب10 ملايين جنيه استرليني (16 مليون دولار) للمشاريع الإنسانية التي تنفذها منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة (فاو) في لبنان وسورية. ومن المقرر أن يخصص جزء من هذه المساهمة لدعم الزراعة الشتوية للقمح والشعير في سورية، حيث يقدر أن أكثر من 4 ملايين شخص غير آمنين غذائياً. وألحق استمرار الصراع في سورية أضراراً خطيرة بالإنتاج الغذائي الوطني، إذ اعتمدت أعداد كبيرة من المزارعين سابقاً على البذور والأسمدة التي وفرتها الجهات الحكومية. أما اليوم فمن الصعوبة بمكان الحصول على البذور الجيدة بينما واصلت الأسعار ارتفاعها السريع. وتشير أحدث تقديرات المنظمة و «برنامج الأغذية العالمي»، إلى أن إنتاج القمح هذه السنة سيتراجع نحو 2.4 مليون طن في سورية، أي ما يعادل 40 في المئة دون مستويات ما قبل الصراع. ومن المتوقّع أن تتفاقم الحالة مع تواصل النزاع الجاري. وتستهدف «فاو» 25000 أسرة مزارعة متضرّرة من الأزمة، بمساعدات محددة في مناطق الإنتاج الرئيسية للحبوب في سورية. وستتلقى الأسر بذور القمح والشعير، التي سيوزعها الشركاء المحليون ممَن ما زالوا قادرين على الوصول إلى مناطق المزارعين. وستمكّن المساعدة المقدمة من المملكة المتحدة هذه الأسر من زرع هكتار من الأرض لكل منها خلال الموسم، بنثر البذور خلال الفترة الممتدة من تشرين الأول (اكتوبر) إلى كانون الثاني (يناير). وستُحصد هذه المحاصيل في آذار (مارس) وحزيران (يونيو) المقبلين، ويتوقَّع أن تكفي لتغطية الحاجات الغذائية الأساسية لهذه الأسر لمدة 12 شهراً. وستكمِل الأسر دخلها أيضاً ببيع أي فائض من الحبوب في السوق المحلية. وذكر الخبير إريكو هيبي، مسؤول عمليات منظمة «فاو» في سورية، أن «المزارعين السوريين تكبدوا فعلياً بوار موسمين أضرّا بأمنهم الغذائي وموارد معيشتهم». وأضاف أن «هذا الدعم لموسم2013 - 2014 الشتوي يأتي مثابة شريان حياة لتلك الأسر المزارعة، وسيساعد في المدى الطويل سياق النهوض بقطاع الزراعة السوري، الذي يعد حيوياً لحاجات البلاد الغذائية اليوم ومستقبلاً». انتشار الأمراض الحيوانية ومن المقرر أن تخصص بقية المساهمة المقدمة من المملكة المتحدة إلى برامج «فاو» لدعم عمليات التلقيح الحيواني في لبنان المجاور، والذي شهد تدفقاً هائلاً لللاجئين الذين فرّوا هرباً من الصراع. ووصل كثيرون منهم مع أغنامهم وماشيتهم الحلوبة بلا تلقيح، ما يجعل خطر تفشي الأمراض الحيوانية والعدوى بالغاً بسبب حركة القطعان عبر الحدود. وتشكل الماشية أحد الأركان الأساسية للاقتصاد الريفي في لبنان، ما يمكن أن يشلّ قطاعها الزراعي مع إمكان تسرب الأمراض وانتشارها. وسيساعد برنامج دعم التلقيح في الحدّ من هذا الخطر الماثل. وفي كانون الثاني 2012، ُأبلِغ عن أول تفش من التهاب الجلد العُقيدي في الماشية، ومنذ ذلك الوقت انتشر الفيروس المسبب لهذا المرض في كل أنحاء مناطق الحدود مع سورية. وينتقل المرض بواسطة الحشرات، ويسبب أوراماً مؤلمة في جلد الحيوانات قبل أن يقتل ما يراوح بين 20 و30 في المئة من الماشية المصابة. في الوقت ذاته تثير أخطار تفشي مرض البروسيلات وداء الكلب (السعار)، وتصيب الإنسان أيضاً، مزيداً من القلق إضافة إلى الحمّى القلاعية، وجدري الخراف والماعز، وطاعون المجترات الصغيرة. ويمكن أن تضر كل هذه الأمراض بقطعان الماشية أو تأتي عليها، وقد تقوّض موارد الدخل وسبل المعيشة والتجارة، وتعوق تدفق الإمدادات الغذائية وتفضي إلى نتائج سلبية على التغذية والصحة العامة. وتعكف منظمة «فاو» على العمل مع وزارة الزراعة اللبنانية لتصعيد برنامجها الجاري للتلقيح الحيواني، بغية حماية 58000 رأس من الماشية، و277000 رأس من الخراف و424000 من الماعز. وسيمد المشروع أيضاً 2300 من المزارعين الأشد ضعفاً، بالعلف الحيواني كاستجابة لارتفاع أسعار الأعلاف واحتدام المنافسة على المراعي.