حذرت منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة (فاو) من أزمة غذائية محتملة قد تشهدها سورية في غضون الأشهر القليلة المقبلة بسبب الاضطرابات التي تشهدها البلاد بعد تدني إنتاجها من الحبوب لنحو الثلث تقريبا العام الجاري. وقال بيان للمنظمة صدر أول أمس الأربعاء إن سورية التي تمر باضطرابات ستحتاج إلى زيادة وارداتها من الحبوب بنحو الثلث في السنة التسويقية الحالية بعد انخفاض إنتاجها المحلي من الحبوب عشرة في المئة في 2011. وقالت الفاو في مذكرة "استمرار الاضطرابات المدنية في الجمهورية العربية السورية منذ منتصف مارس 2011 يثير بواعث قلق حقيقية بشأن وضع الأمن الغذائي ولاسيما بالنسبة للفئات الضعيفة." وأضافت الفاو أنه ينبغي لسورية تعزيز وارداتها من الحبوب بنحو مليون طن إلى حوالي أربعة ملايين طن في السنة التسويقية 2011- 2012 بعد أن هبط إنتاج البلاد من الحبوب إلى 4.2 ملايين طن في 2011 من نحو 4.7 ملايين طن في 2010. وقالت المنظمة إن سورية تعتمد على واردات الغذاء لتغطية نحو نصف استهلاكها المحلي مع استخدام واردات القمح في الطعام بينما تستخدم الذرة والشعير بشكل رئيسي علفا للماشية. وتراجع إنتاج القمح عشرة في المئة إلى 3.25 ملايين طن في سورية في 2011. وأضافت نقلا عن تقديرات لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في 2010 أن انعدام الأمن الغذائي شمل نحو 1.4 مليون شخص في مناطق تحولت فيما بعد لنقاط ساخنة في الصراع مثل حمص وحماة وريف دمشق ودرعا وإدلب، وأن هناك مخاوف الآن من أن يكون هؤلاء قد أصبحوا أشد تضررا. وقالت الأممالمتحدة في وقت سابق هذا الشهر إنها تعد مخزونات غذائية لنحو 1.5 مليون شخص في سورية محرومين من السلع الأساسية بعد حوالي عام من الصراع. وقالت الفاو إن آفاق محاصيل الحبوب الشتوية في سورية في 2012 وهي الآن في مرحلة الإنبات ومن المنتظر حصادها اعتبارا من مايو آيار تبدو غير واضحة نظرا لانقطاعات محتملة في جميع الأنشطة الزراعية وصعوبة الحصول على الأسمدة والبذور. وأضافت الفاو- ومقرها روما- أن الاضطرابات في بعض المناطق تسببت في منع المزارعين من الوصول إلى مزارعهم خلال الحصاد. وتابعت أن من المتوقع أن يكون الاقتصاد السوري قد انكمش في 2011 ومن المنتظر استمرار الهبوط هذا العام.