حذَّرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة «فاو» من أزمة غذائية وإنسانية تلوح في ولايتين سودانيتين متضررتين، تقعان على الحدود مع دولة جنوب السودان، وطالبت بضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة للحؤول دون تَفاقُم الأوضاع فيهما. وتُشير البيانات إلى انخفاض شديد في كميات الغذاء المتوافر في ولايتي «النيل الأزرق» و «كُردفان الجنوبية» إثر تجدد القتال بين القوات الحكومية السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان، ما عرقل أنشطة الفصل السنوي الزراعي الرئيس. ويتزامَن القتال مع الموسم الهزيل الذي تهبط فيه مخزونات الغذاء الأسرية إلى أدنى مستوياتها. وأشارت «فاو» الى أن نحو 235 ألف شخص على الأقل في الولايتين يحتاجون لمساعدة حالياً. يذكر أن ولايتي «النيل الأزرق» و «كردفان الجنوبية» من أكبر مناطق السودان إنتاجاً للذرة الرفيعة كمحصول غذائي رئيسي. ويعتبر تطوّر القتال المترافق مع تقلّب أنماط الأمطار مؤشراً على بُوارٍ مؤكد لحصاد الشهر المقبل. وحال فرار أعداد كبيرة من سكان منطقة «كردفان الجنوبية» مطلع الموسم الزراعي دون غرس بذور المحصول، بينما أجبر اندلاع القتال بمنطقة «النيل الأزرق» في وقت لاحق السكان على التخلي عن محاصيلهم. ونتيجة نقص كميات الغذاء تضاعفت الأسعار. وعلى سبيل المثال لا الحصر تجاوز سعر 90 كيلوغراماً من الذرة الرفيعة حاجز ال52 دولاراً بعدما كان سعرها في وقت سابق من العام الحالي 26 دولاراً. وتتوقع «فاو» أن تُواصِل الأسعار ارتفاعها الحاد في الفترة المقبلة. وأشارت المنظمة الدولية الى فوضى كبيرة في حركة الهجرة الموسمية الاعتيادية للماشية في الولايتين لافتة الى تركَّز قطعان كبيرة في مساحات صغيرة على طول المناطق الحدودية. وبحسب رئيسة عمليات الطوارئ لدى «فاو»، الخبيرة كريستينا أمارال، فقد «تسبب ذلك في ازدحام مفرط للقطعان وقد يؤدي إلى تفشي الأمراض الحيوانية». وقالت إن «التوترات بين المزارعين ورعاة الماشية البدو على استخدام موارد المياه والأراضي ربما يتفاقم أيضاً في ظل الأوضاع الراهنة». وشرحت «فاو» أن فريقاً من الكوادر الوطنية التابعة لها في منطقة «كردفان الجنوبية» ما زال قادراً على توزيع إمدادات البذور والأدوات على نحو 20 ألفاً من الأسر الضعيفة اقتصادياً في المناطق الهادئة نسبياً. وتسعى «فاو» إلى تغطية احتياجات 20 ألف أسرة أخرى في الولاية نفسها و15 ألف أسرة في «النيل الأزرق»، وإمدادها بالبذور لزراعة الخُضَر الشتوية تعويضاً عن هدر محصول الذرة الرفيعة. وطالبت المنظمة بضرورة جمع نحو 3.5 مليون دولار لعملياتها الضرورية.