يشارك رئيس مجلس إدارة مؤسسة خالد بن سلطان للمحافظة على الحياة في المحيطات الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز، في مناقشة الإجراءات الدولية المهمة لتحقيق الهدف ال11 من أهداف «أيشي» الذي ينص على وضع خطة للوصول إلى حماية ما نسبته 10 في المئة من البحار والمحيطات والمناطق الساحلية حول العالم بحلول 2020. كما يحضر الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز - بحسب وكالة الأنباء السعودية - ورئيس الهيئة السعودية للحياة الفطرية الأمير بندر بن محمد، الاجتماع الوزاري رفيع المستوى في جزيرة كورسيكا الفرنسية، خلال الفترة من 26 إلى 27 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري بمشاركة المملكة، وينظمه الاتحاد العالمي للمحافظة على الطبيعة والهيئة الفرنسية للمحميات البحرية، وذلك على هامش المؤتمر الدولي الثالث للمحميات البحرية في مرسيليا. ويمثل الاجتماع خطوة رئيسة للإعداد للأجندة السياسية المقبلة التي تشمل الجلسة ال68 للجمعية العامة للأمم المتحدة، والمؤتمر ال12 للدول الأطراف في اتفاق التنوع الأحيائي، ومن المنتظر أن يتبنى المشاركون في الاجتماع «إعلان أجاسيكو». ويشارك في الاجتماع وزراء وشخصيات من عدد من الدول إلى جانب عدد من الهيئات والمنظمات الحكومية والأهلية التي تعنى بالبيئات والمحميات البحرية، ولفيف من العلماء ومديري المحميات البحرية حول العالم، وبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي، وبرنامج الأممالمتحدة للبيئة، واتفاق التنوع الأحيائي، والبنك الدولي، وإدارة شؤون المحيطات، وقوانين البحار التابعة للأمم المتحدة، والهيئة الحكومية للبحار والمحيطات التابعة لليونسكو، والهيئة العالمية للمناطق المحمية التابعة للاتحاد العالمي للمحافظة على الطبيعة والمنظمة الفرنسية للبيئة وخلافه. وترأس وفد المملكة المشارك في المؤتمر الدولي الثالث للمحميات البحرية في مدينة مرسيليا برعاية الرئيس الفرنسي رئيس الهيئة السعودية للحياة الفطرية الأمير بندر بن محمد، وناقش المؤتمر الذي يختتم أعماله اليوم (الجمعة) أربعة محاور رئيسة، شملت: «أدوات إدارة المناطق المحمية البحرية وإنفاذها بما في ذلك خطة الإدارة واستراتيجية المحافظة، والعلوم والمعارف في خدمة الإدارة الفاعلة بما في ذلك المسوحات للأنواع والموائل وعلم المحيطات وعلم الأحياء، إلى جانب العلوم الاجتماعية والمعارف المحلية والتقليدية، والحوكمة والشركات وإشراك القطاع الصناعي بما في ذلك المحميات البحرية ومناطق الاستخدامات المتعددة والتداخل بينهما والتواصل حيال الصناعات المتعلقة بالمحميات البحرية»، فيما تناول المحور الرابع «المبادرات الإقليمية والشبكات الإقليمية والإيكولوجية». ... جهوده في المحافظة على البيئة الساحلية يبرز اهتمام الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز، بالبيئة البحرية في العالم عبر عدد من الأنشطة التي يتبناها، وعبر مؤسسته الخاصة بالحفاظ على بيئة البحار والمحيطات التي تضم علماء وخبراء من دول العالم كافة، وعبر دعواته المتكررة إلى ضرورة تضافر الجهود الدولية في المحافظة على البيئة البحرية الساحلية. وتحقيقاً لهذه الرؤية دشن الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز، كرسياً علمياً في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة في 12 كانون الأول (يناير) الماضي يحمل اسم خالد بن سلطان، يهدف إلى «المحافظة على تلك البيئة، والوصول بها إلى مفهوم التنمية المستدامة، وتقويم الأخطار البيئية التي تهدد البيئة البحرية الساحلية، وتحديد سبل إعادة تأهيلها واستعادة مقوماتها الطبيعية وتوعية أفراد المجتمع بأهمية المحافظة عليها». واختار الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز، أستاذاً لهذا الكرسي العلمي من المملكة المتحدة هو البروفيسور روبيرت أورموند، وذلك لما يحظى به من مستوى مميز عال في مجال اختصاص الكرسي، إضافة إلى تشكيل فريق علمي يتكون من: الدكتور عبدالمحسن السفياني تخصص أحياء بحرية وشعاب مرجانية، والدكتور عدنان بن سلامة تخصص أحياء بحرية واستزراع، والدكتور علي العيدروس تخصص أحياء بحرية وهائمات حيوانية، والدكتور خالد بن زبير تخصص فيزياء بحرية أمواج، والدكتور محمد بن علي مدرس تخصص أحياء بحرية أمراض أسماك، والدكتور عدنان بن تركي تخصص كيمياء بحرية تلوث بحري. كما يسعى الكرسي، إلى «التقويم النوعي والكمي للمخاطر التي تهدد البيئة الساحلية، إضافة إلى إيجاد طرق فاعلة لإعادة تأهيل المناطق الساحلية، إلى جانب ضمان تطبيق مبدأ التنمية المستدامة في المناطق الساحلية، ونشر ثقافة المحافظة على البيئة الساحلية لدى أفراد المجتمع». ويبحث الكرسي في محاور، أهمها: «إجراء دراسات لتقويم الوضع الراهن للبيئة البحرية الساحلية في منطقة مكةالمكرمة، مع تحديد أنسب المواقع لإقامة محميات بحرية ساحلية، كما يجري الكرسي بحوثاً علمية تطبيقية ذات صبغة تكاملية تهدف إلى بحث سبل إعادة تأهيل البيئة البحرية الساحلية للمنطقة واستعادة مقوماتها الطبيعية. ... محاربة «الإرهاب المائي» يتجاوز اهتمام الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز، البيئة الساحلية من بحار ومحيطات، نحو الاهتمام بملف المياه في العالم، ويحرص من خلال مشاركاته الدولية على تنبيه العالم من خطورة ما يصفه ب«الإرهاب المائي»، وهو ما شدد عليه في كلمته التي ألقاها أخيراً في قمة بودابست للمياه في الثامن تشرين الأول (أكتوبر) الجاري، في العاصمة الهنغارية بودابست، وحذر خلالها من يوم «نصحو فيه على إرهاب مائي يدمر محطات التحلية، أو يسمم الأنهار والآبار، والمياه الجوفية وخطوط التحلية». وقال مخاطباً الحاضرين: «أناشدكم بكل صدق وقوة وإصرار، وأنتم المسؤولون والقادرون على اتخاذ القرارات ورسم السياسيات وتنفيذ الخطط والإجراءات، أن تولوا الإرهاب المائي البيولوجي الأهمية القصوى التي يستحقها، فهو قادر على قتل الشعوب وإفناء الدول».