استبقت إمارة دبي معرض «جيتكس» باعلان خطط تحوّلها مدينة ذكيّة، عبر إدارة مرافق المدينة وخدماتها بواسطة نُظُم إلكترونيّة ذكيّة ومترابطة. وتتضمّن الخُطط توفير الاتصال العالي السرعة بالإنترنت للسكان في الأماكن العامة، وتوزيع أجهزة استشعار في أرجاء دبي، وتخصيص أمكنة لتقديم معلومات حيّة تدعم عمليّة الارتقاء نوعيّاً بحياة سكان الإمارة وزوّارها، وفق ما أعلنه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي. وخلال إطلاق هذا المشروع، صرّح الشيخ محمد بن راشد بأن دبي تسعى الى تحسين الحياة وتسخير التكنولوجيا لصنع واقع جديد فيها وتقديم نموذج جديد في التنمية. وأضاف: «يرسّخ مشروع مدينة دبي الذكيّة طريقة جديدة في إدارة المُدُن، نتمنى تعميمها لاحقاً في مرافق الدولة كافة، إذ يرتبط السكان مع المدينة بشكل دائم عبر شبكات عالية السرعة. ونريد أن تصل خدماتنا لكل طفل وأم وشاب ورجل أعمال وسائح، لصنع نوعية حياة جديدة للجميع، فإدارة المُدُن اليوم تحتاج لأدوات جديدة، وفكر مختلف، وإبداعات من نوع جديد». تحت عيون «جيتكس» ترافق الإعلان عن «دبي مدينة ذكيّة» مع فعاليّات معرض «جيتكس دبي 2013». وشارك في أسبوع «جيتكس 2013» ما يزيد على 3500 شركة جاءت من 54 بلداً، إضافة إلى 139 ألف متخصّص في التكنولوجيا الرقميّة أتوا من 144 دولة. في السياق عينه، أكّد ولي عهد دبي الشيخ حمدان بن محمد بن راشد، أن التوجيهات قضت بالبدء فوراً في تنفيذ المشروع الجديد باعتباره مرحلة تستكمل مشروع «الحكومة الذكيّة» الذي نُفّذ كثير من مُكوّناته في المؤسّسات الحكوميّة. وأوضح الشيخ حمدان بن محمد بن راشد أن السكان هم محور مشروع «دبي مدينة ذكيّة»، عبر توفير بنية تحتية متطورة لهم، وربطهم مع أنظمة إدارة المدينة بواسطة شبكات عالية السرعة في الأماكن العامة، مع العمل على توفير معلومات حيّة ومتنوعة تتعلق بكثير من المجالات المرتبطة بحياتهم اليوميّة. يقدّم المشروع الجديد معلومات حول حال الطقس وحركة السير والنقل وخدمات الطوارئ والصحة والتعليم، إضافة إلى خدمات ترفيهية وسياحية ذكيّة. كما يركّز على إدارة الخدمات الاقتصادية المقدّمة إلى المستثمرين ورجال الأعمال بطريقة ذكية، بما فيها البورصة والموانئ والجمارك وغيرها. وشدّد ولي عهد دبي على أن كل مبادرات ومشاريع الشيخ محمد بن راشد المتعلقة بالتكنولوجيا والإنترنت خلال السنوات الأخيرة تصبّ في اتجاه أن تكون دبي مدينة مختلفة تتمتّع بنمط حياة متقدّم. وأوضح أيضاً أن مدينة دبي ستكون أكبر مختبر عالمي مفتوح للتطبيقات التفاعلية والحكومية. وقال: «أدعو الجميع الى أن يكونوا جزءاً من هذه الرحلة. وكذلك أدعو الخبراء والمتخصصين المشاركين في معرض جيتكس هذا العام الى أن يساهموا في صنع نموذج جديد للحياة وإدارة المُدُن». وتعتبر شبكات الألياف البصرية ونظيرتها اللاسلكيّة العريضة النطاق والعالية السرعة، كتلك المعتمدة على موجات «واي فاي» وتكنولوجيا «الاتصال بالأجهزة القريبة»، من أهم دعائم منظومة الاتصالات الحديثة في المُدُن الذكيّة عالميّاً. تساهم تقنيّتا «واي فاي» و «الاتصال بالأجهزة القريبة» في تقديم معلومات عن البيئة المحيطة بمستخدميها، بصورة متجددة وفورية، على غرار معرفة المتاجر القريبة من مكان الشخص، والصيدليات التي يمكن الوصول إليها، إضافة إلى معلومات عن المواقع الرئيسة في الإمارة مثل «برج خليفة» و «مدينة الإنترنت» و«مدينة الإعلام» وغيرها.