أعلن وزير الخارجية السوداني علي كرتي أمس اتفاقه مع نظيره المصري سامح شكري على «تحريك مبادرة دول الجوار للحوار بين القوى السياسية المختلفة» في ليبيا، مؤكداً عقد اجتماع آلية دول جوار ليبيا في الخرطوم في موعده المقرر في الأسبوع الأول من الشهر المقبل. واستقبل شكري أمس نظيره السوداني في القاهرة، وركزا على الأوضاع في ليبيا التي وصل منها كرتي أول من أمس. وأطلع الوزير السوداني مضيفه على نتائج زيارته لطرابلس ولقاءاته مع أطراف العملية السياسية هناك، وقال إنه حصل على «موافقة الأطراف على الحوار». وقال الناطق باسم الخارجية المصرية بدر عبدالعاطي إن شكري تناول خلال اللقاء مع كرتي «الجهود المصرية الداعمة لمؤسسات الدولة الليبية ومساعي الحكومة هناك لاستعادة الأمن والاستقرار والحفاظ على وحدة أراضي ليبيا وسلامتها الإقليمية»، مشيراً إلى «أهمية تفعيل مبادرة دول الجوار الجغرافي لليبيا» التي أقرها وزراء خارجية هذه الدول في القاهرة في 25 آب (أغسطس) الماضي. وأكد كرتي في تصريحات صحافية في مقر الخارجية المصرية، أنه نقل إلى شكري «كل نتائج الحوارات التي أجريتها في ليبيا خلال زيارتي، ومحورها قضية أساسية، وهي قبول الحوار لأن هناك قتالاً، ولا توجد مبادرة مطروحة سوى مبادرة دول الجوار». وتابع: «كانت هناك حاجة إلى الاستماع (إلى تأكيدات) من جميع الأطراف الليبية بقبول الحوار». وأوضح أنه ناقش مع شكري «كيفية تحريك المبادرة». ولفت إلى أن «التشاور مستمر بين دول الجوار قبل عقد اجتماع الخرطوم، سواء مع مصر أو باقي دول الجوار، للإعداد الجيد للاجتماع للمساعدة في تحريك الأوضاع في ليبيا باتجاه السلام». وأعرب عن ترحيبه ب «استجابة الأطراف الليبية لجهود الوساطة من قبل دول الجوار». وقال: «ما سمعته من جميع الأطراف مشجع جداً، على رغم وجود قتال مؤسف يضر بالأوضاع في ليبيا. لكن ما لمسناه هو الرغبة في الحوار من جميع الأطراف والاستمرار في الارتباط مع دول الجوار التى يرونها الأولى والأحق بالبحث في الأمر مع الليبيين». وأكد أن «جميع الأطراف في ليبيا تفضل جميع دول الجوار عن غيرها». واعتبر أن «الأمن القومي العربي مهدد، ومن ينظر إلى ما يجري في ليبيا واليمن والعراق وسورية سيتأكد من أن هناك تهديداً للأمن القومي العربي». ودعا إلى «مواجهة هذا الواقع المتدهور، وتحرك الجامعة العربية وآلياتها خلال الفترة المقبلة لوجود ملفات كثيرة جداً لا ينبغي تركها هكذا». وعلى مستوى الملفات الثنائية بين القاهرةوالخرطوم، أوضح كرتي أنه بحث مع شكري في دور البلدين في اللجنة الثلاثية الخاصة بمشروع «سد النهضة» مع الجانب الأثيوبي، «وتم الاتفاق على مزيد من التشاور في شأن التفاصيل في ما يخص اللجنة الثلاثية». وأضاف أن «اللقاء بحث أيضاً في ما تم الاتفاق عليه بين الرئيسين عبدالفتاح السيسي وعمر البشير من تكوين لجنة تنفيذية من كلا البلدين لمتابعة مخرجات زيارة الرئيس البشير إلى القاهرة وزيارة الرئيس السيسي إلى الخرطوم وما تم الاتفاق عليه... لرفعه إلى لجنة رئاسية». وأعرب عن قناعته بأن «هذا التطور يقتضى جمع الملفات مرة أخرى للبحث في ما حقق تقدماً وما تعثر، وأيضا المشاريع التي يمكن طرحها في اتجاه العمل الثنائي».