أكد وزير الخارجية السوداني، علي كرتي، اليوم الثلاثاء، أن بلاده "تعمل مع مصر ودول جوار ليبيا؛ للمساعدة في حل الأزمة هناك". وأضاف في تصريحات لصحفيين، عقب لقائه وزير الخارجية المصري، سامح شكري، بمقر وزارة الخارجية بالقاهرة: أن جميع الأطراف الليبية تريد المشاركة في حوار؛ لإيجاد مخرج من الأزمة الراهنة في البلاد. "كرتي" أضاف: "كنت في زيارة إلى ليبيا أمس الاثنين، والتقيت كافة الأطراف الليبية المختلفة"، مضيفاً: "نقلت للوزير المصري كل ما شهدناه، ونتائج الحوارات التي أجريناها في ليبيا حول قضية أساسية، وهي قبول الحوار". وتابع: "تناقشت مع "شكري" حول كيفية تحريك هذه المبادرة، وتم الاتفاق على عقد الاجتماع القادم لدول الجوار في الأسبوع الأول من شهر ديسمبر (كانون أول) في الخرطوم، كما هو متفق من قبل". وأوضح أن: "التشاور مستمر بين دول الجوار قبل عقد الاجتماع القادم في الخرطوم، سواء مع مصر، أو باقي دول الجوار؛ للإعداد الجيد للاجتماع للمساعدة في تحريك الأوضاع في ليبيا باتجاه السلام". وفيما يخص استجابة كافة الأطراف الليبية لجهود الوساطة من دول الجوار، قال "كرتي" إن: "ما تم الاستماع إليه من كافة الأطراف الليبية مشجع جداً، على الرغم من وجود قتال مؤسف يضر بالأوضاع في البلاد"، مضيفاً: "لمست رغبة في الحوار من كافة الأطراف الليبية". ووصل "كرتي" وزير الخارجية السوداني إلى القاهرة، مساء أمس، قادماً على طائرة خاصة من طبرق بعد زيارة لليبيا استغرقت عدة ساعات التقى خلالها عدداً من كبار المسؤولين الليبيين، أبرزهم: رئيس مجلس النواب عقيلة صالح قويدر، وعمر الحاسي، رئيس الوزراء غير المعترف به دولياً، ويتخذ من طرابلس مقراً له. ومن المقرر أن يغادر "كرتي" القاهرة في وقت لاحق اليوم. وتعاني ليبيا صراعاً مسلحاً دموياً في أكثر من مدينة، لاسيما طرابلس (غرب) وبنغازي، بين كتائب مسلحة تتقاتل لبسط السيطرة، إلى جانب أزمة سياسية بين تيار محسوب على الليبراليين، وآخر محسوب على الإسلام السياسي زادت حدته مؤخراً؛ ما أفرز جناحين للسلطة في البلاد لكل منهما مؤسساته: الأول: البرلمان المنعقد في مدينة طبرق، والذي تم حله مؤخراً من قبل المحكمة الدستورية العليا، وحكومة عبدالله الثني المنبثقة عنه. أما الجناح الثاني للسلطة، فيضم، المؤتمر الوطني العام (البرلمان السابق الذي استأنف عقد جلساته مؤخراً) ومعه رئيس الحكومة عمر الحاسي، ورئيس أركان الجيش جاد الله العبيدي (الذي أقاله مجلس النواب).