شددت صنعاء على أنها تعول على السعودية في تجاوز ما تمر به اليمن من «تعقيدات راهنة»، وأكد رئيس الوزراء اليمني خالد محفوظ بحاح، خلال لقائه في صنعاء أمس (الثلثاء)، السفير السعودي محمد سعيد آل جابر، لمناسبة تعيينه أخيراً سفيراً لدى اليمن، أن العلاقات السعودية - اليمنية «تاريخية وأزلية»، مرحباً بالسفير السعودي ومتمنياً له التوفيق في مهماته، في سبيل تعزيز وتطوير العلاقات بين البلدين، ومجالات التعاون الثنائي في المجالات كافة. وبحثا خلال اللقاء أمس - بحسب وكالة أنباء سبأ - «العلاقات اليمنية - السعودية وآفاق تعزيزها خلال المرحلة المقبلة بما ينسجم وخصوصية العلاقات التاريخية بين البلدين والشعبين، ويخدم مصالحهما المشتركة». كما بحث المستجدات على الساحة اليمنية والجهود التي تبذلها الدولة لتجاوز التعقيدات الراهنة بالتعاون مع مختلف المكونات السياسية، فضلاً على مناقشة الدور المعول على المملكة وبقية الدول الصديقة، في مساندة هذه الجهود على المستويات كافة». وثمن رئيس الوزراء اليمني عالياً، الدور الكبير الذي تضطلع به السعودية في دعم بلاده على مختلف الأصعدة، موضحاً أن «هذا ليس بغريب على المملكة وقيادتها، وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز»، منوهاً ب«الواقع المميز الذي تتسم به العلاقات بين الرياضوصنعاء»، واصفاً إياها ب«التاريخية والأزلية». فيما نقل السفير السعودي في مستهل اللقاء، تحيات ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز، إلى رئيس الوزراء اليمني، وكذا مباركته الحكومة الجديدة، على الثقة التي حظيت بها، وتمنياته لها بالنجاح والتوفيق في أداء مهماتها الاستثنائية. وأعرب آل جابر عن «تمنياته للحكومة الجديدة بالتوفيق في مهماتها، بما يسهم في تحقيق الاستقرار المنشود والوصول باليمن إلى بر الأمان وترجمة تطلعات اليمنيين في التقدم والازدهار». وأثنى على الكفاءات والخبرات التي تمتلكها الحكومة الجديدة، وأهميتها في تعزيز قدرتها على وضع بصمات إيجابية في طريق بناء الدولة اليمنية الحديثة، مؤكداً وقوف المملكة العربية السعودية، ملكاً وحكومة وشعباً، إلى جانب اليمن وجهوده المبذولة لإنجاح المرحلة الانتقالية وترجمة مخرجات الحوار الوطني الشامل. وكان سفراء مجموعة الدول ال10 الراعية للمبادرة الخليجية في اليمن، جددوا دعوتهم الأطراف اليمنية للتنفيذ الكامل وبأسرع وقت ممكن وبأعلى قدر من الحكمة، لاتفاق السلم والشراكة الوطنية الموقع في ال21 من أيلول (سبتمبر) الماضي. وأكد السفراء في بيان، في الأول من تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، دعم بلدانهم الكامل للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، ورئيس الوزراء المعين خالد بحاح، وجميع العاملين على مبادرة مجلس التعاون الخليجي ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة الوطنية. ودعا البيان جميع الأطراف اليمنية إلى الالتزام لأجل تنفيذ التزاماتها في اتفاق السلم والشراكة، ومن ضمنها الاتفاق على مجلس الوزراء الجديد، مؤكداً أن اليمن في حاجة إلى حكومة فاعلة بإمكانها توفير الأمن والإدارة الاقتصادية المستقرة والإدارة الوطنية السليمة لليمنيين، إضافة إلى تقديم الخدمات الاجتماعية. وشدد السفراء على أهمية وجود حكومة تتحلى بأعضاء مؤهلين وقادرين على إظهار النزاهة والكفاءة والحيادية والالتزام، بتعزيز حقوق الإنسان وسلطة القانون لأجل حماية وتعزيز المصلحة الوطنية بالشكل الأفضل. ودعا البيان، المليشيات المسلحة التابعة للمتمردين الحوثيين، إلى وقف استحواذهم المستمر على الأنشطة العسكرية وأنشطة الدولة، ومن ذلك سيطرتهم على مناطق مختلفة، والاستيلاء على المعدات العسكرية الحكومية، مطالباً إياها بإعادة المعدات العسكرية الحكومية إلى الدولة، والسماح للوزارات والجهات الحكومية ومشاريع الدولة فوراً بالاستمرار في أعمالها من دون ترهيب أو تدخل في شؤونها.